لو كانت الأطيار
ورأيتُ فـي عينيكِ تُغْــــــزلُ ناري
فأتيـتُ نحوكِ حالمــاً بمسـاري
نفسي مُضحِّيةٌ وإنِّي عـــــــاشـقٌ
أسخو بعمــري راضياً بدمـاري
قــــد أنتهي أو تنطفـي أضـوائي
قد أصطفي ليلاً بدونِ نهــــاري
قـــد تعصفُ الأرزاءُ فـي أيَّامـي
فتموتُ في أحلامِهـــا أشجـاري
قـد أنتقي يوماً لشخصِكِ زهــرةً
فيهــا رســـمتُ حكـــايةَ الإيثارِ
أعلنتُها ماكنتُ غيرَكِ عـاشـــقاً
فلتهنـئي هـــذا بيانُ قـــــراري
قد صارَ غصني بالهوى متجذِّراً
لكنَّ روحـي دمعـــةُ الأكــــدارِ
لو كانتِ الأطيارُ تحملُ مهجتي
لبعثتهــا شـــــوقاً مــع الأطيارِ
وجعلتُ مِنْ نبضِ الفؤادِ رسائلاً
عطَّـــرتُهـا بالمسكِ والأزهـــارِ
وملأتُ هذا الكونَ سحراً رائقاً
وزرعتُ هـذا الدَّربَ بالأقمـــارِ
وربطـتُ فـي منقارِ كلِّ مغــــردٍ
مرســالَ حـبٍّ نازفِ الأشعـارِ
أوقفتُ عمري في هـواكِ مُعذَّباً
وجعلتُ ذكرَكِ دعوةَ الأسحارِ
كــي تعـــرفي إنِّي لحبُّكِ أنتمي
وعلى يديكِ تســاقطتْ أوزاري