تأمّلْ ما تراهُ لدى الأمـــــــمْ***فربُّ العــــــــــــرْشِ علَّــــــم بالقلـــــــــمْ
وعلَّم بالبيانِ أصولَ فــــــقْهٍ***أنارَ الفـــــــــــكرَ فارْتقَــــــتِ القـــــــــــيمْ
ألمْ ترَ وقْفةَ الأُنثى انْتِـــصاباً***وكـــــــــــيفَ تقدَّمــــــتْ كلَّ الهِـــــــممْ؟
أبانتْ عن شهامتِها فَأَضْحَتْ***مِثالاً في الشُّـــــــــــعوبِ لَدى العَـــــجمْ
فوا أسَفي على الأنثى لديْنا***تُعامَلُ فــــــــــي المـــــنازلِ كالـــــخدمْ
////
لم الأُنثى يُبَخِّسُها الذّكورُ***ونَحْـــــنُ على الرَّحـــــــــــــــى دوماً ندورُ؟
أَليستْ نِصْفَنا جسداً وروحاً؟***لـــــــــــماذا يَسْتَـــــبِدُّ بنا الغــــــــــرورُ؟
نُعنِّفُها ونَطْــــمَعُ في هَواها***وسوءُ الفِـــــعْلِ يَعْقُــــــــــــــــبُهُ النّفورُ
فلا التّأنيثُ ضُعْفٌ في النّساءِ***ولا الذُّكْرانُ كُلُّهُـــــــــــــــمُ الصّــــقورُ
فَكُنْ دوْماً معَ الأُنثى لطيفاً***فإنَّ اللُّطْـــــــفَ يَتْبَــــــــــــــعُهُ السّــرورُ
////
نُحِبُّ البرْبَريّةَِ في الرِّجالِ***وَنَفْــــــــخَرُ بالـــــــتَّعالي في الخصــــــالِ
وَنَعْتقدُ اعْتقاداً ظلَّ وَهْماً***بِأنَّ العُنْـــــــــفَ مَفْــــــــــــخَرَةُ الرِّجـــــالِ
وَهذا في الحَقيقةِ سوءُ وَعْيٍ***تَرسَّـــــــــخَ في العُقـولِ لدى البغالِ
تَأمَّلْ حالَنا ستَرى نُفوساً***مِنَ الدَّهْـــــماءِ تَعْبــــــــثُ بِالخِــــــــــلالِ
تَربَّوْا في بُيوتِ الظُّلْمِ لَيْلاً***على قِيَمٍ حَوَتْ ســـــــوء الفِــــــــــــعالِ
////
لِم الأُنثى تُهانُ بلا سَبَبْ؟***لماذا يَسْـــــــــــتَخِفُّ بها العــــــــــربْ؟
تُسيءُ إلى كَرامَتِها نُفوسٌ***تَربَّتْ كَالوُحُـــــوشِ علــــــــــى الغضبْ
وَيَحْرِمُها الأقاربُ حَقَّ إِرْثٍ***لأنَّ الجَهْلَ ظَلَّ هُـــــــــوَ السّــــــــــــببْ
وَتُمْنَعُ مِنْ تَعَلُّمِها وَتبْقى***أَســـــــــــــــــيرَةَ بَيْتِها ترْجــــــــو الهَـرَبْ
وَليستْ في الحقوقِ كَما اللَّواتي***بِمُجْـــــــــتَمعِ التَّحَـــــضُّرِ والأدبْ
////
أرى الأُنثى بلا سَببٍ تُهـــــانُ***وَيُؤْذيها الــــــتَّحَــــــــرُّشُ واللّســان
تُعامَلُ في البُيوتِ بلا احْتِرامٍ***كَخادِمَـــــــــةٍ يُلاحِقُــــــــها الـــهوانُ
وَتُضْرَبُ إنْ أَبَتْ أنْ تَسْتَجيبَ***وَتُتَّهَمُ انْتِقـــــــــــــامــاً أوْ تُــــــــهانُ
وإنْ هَرِمَتْ كَأُمٍّ أَهْــــمَلوها***وَشَرَّدَها بِقَـــــــسْــــــــوَتِهِ الزّمـــــانُ
وَما الأُنثى سوى أُمٌّ وَزَوْجٌ***وَأُخْتٌ في شَريعَـــــــــتِنا تُــــــــــــصانُ
////
سَألْتُ الله ربَّ العالمــــينا***مُعـــــــــاقَبَــــــــةَ الرِّجالِ الظّالمينـــــا
يَسومونَ النّساءِ أذىً وخسْفاً***وشرُّ النّاسَِ منْ أضــــــــحى لعينا
أَلمّا تَعْلموا أنَّا ابْــــــــــتُلينا***بداءِ المُــــــــشْــــــــــركينَ المارِقـينا؟
فَصِــــــرْنا أُمَّةً مِنْ دون دينٍ***لأنَّ الدّين يَنْهـــــــــى المســـلميـنا
رَكِبْنا كُلَّ فِعْلٍ مُسْتَــــــطيرٍ***وَشَيْطَنَنا التَّـــــــخلُّفُ أجمــــــــعـينا
////
دَعوني أسْأَلُ العُقلاءَ عِلْما***ومنْ حازوا الهُدى وعْياً وفهْــــــــمـــا
لماذا حوْلَ أنْفُسِـــــنا ندورُ؟***وَفي تَفْكــــــــيرِنا نَزْدادُ عُـــــــــقْماً؟
أليسَ الفاسدونَ هُمُ الذّكورُ؟***وَكَيْفَ نَتَّهِمُ النِّسْـــوانَ ظُـــــــــلْما؟
نُغالطُ في الحقائقِ دون فِقْهٍ***ونُدْلي بالَّذي قدْ ظلَّ وَهْـــــــــمـــا
وَنَتَّهِمُ الأُنوثةَ بالتَّـــــــدنِّي***ونَحْنُ السَّاقِطونَ هُــــــــدىً وَعِلمــا
////
أُحبُّ الغيْرَ والتَّقْوى زِمامي***وَأَحْلُمُ راجياً حُـــــــــسْنَ الخِـــــتامِ
أُحبُّ الخَيْرَ للإنْسانِ حُبّاً***تَجَسَّدَ في الخِصالِ وفـــــــــي الكَلامِ
أُقاوِمُ ما اسْتَطَعْتُ غُرورَ نَفْسي***لِأُصْبِحَ في الخِصالِ مِنَ الكِرامِ
لَعَلِّي في الخِتامِ أَنالُ أَجْــــــــراً***مِنَ الغَفَّارِ يَرْفَعُ مِنْ مَــــقامي
وَإِنَّ البِرَّ بَيْنَ النَّاسِ خَيْـــــــــــرٌ***وَسوءُ الفِعْلِ يُنْسَـــــــبُ للِّئامِ