في ظلّ كلّ الصعوبات الصحية والمعيشية والاقتصادية التي نعيشها، أصبح عدد كبير من الأشخاص ينزعجون من أصغر الأمور. وبحسب مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، هناك علاقة ما بين القلق والانزعاج. فالقلق موجود في الثغرة بين ما لديك وما تخافه. أما الانزعاج أو الغضب فهو موجود في الثغرة بين ما لديك وما تريده. وبحسب المقال، يتضمن التغلّب على كليهما إيجاد السلام مع ما تملكه والاقتناع به، فكما يقول المثل الشهير، “القناعة كنز لا يفنى”. وتعطي كاتبة المقال مثالاً على ذلك لفهمه أكثر، قائلة: “تخيّل للحظة كيف تشعر عندما تتأخر عن اجتماع وتفوتك الحافلة. والآن تخيل نفس الحافلة التي فاتتك، عندما لا تتأخر عن أي شيء”. وتضيف: “أعتقد أنّ الفرق واضح. وفي الحالة الأخيرة ، تكون أكثر هدوءاً وتقبلاً كون ما من شيء طارئ”.
فعند التعامل مع الانزعاج حتى من الأشياء الصغيرة، قد يكون من المفيد التفكير في هذا الاختلاف، والتفكير قليلاً بما لدينا وإعطاؤه قيمة معينة. وتشرح الكاتبة كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة عبر إسداء بعض النصائح النفسية. وتقول إنّ الخيار الأبرز للحدّ من الانزعاج أو حتى القلق، هو العمل على الجانب الآخر من المعادلة في رواية الحافلة، أي جانب الإدراك الهادئ، حيث تقبل ما لا يمكنك التحكم فيه، وتُكمل حياتك. وتضيف أنّه أيضاً، يجب أن تتوقع حدوث بعض الأخطاء الصغيرة، لذلك، لا تشعر بالخذلان عندما يحدث ذلك، فهذا أمر طبيعيّ يحدث مع كلّ إنسان.
إضافة إلى ذلك، امنح نفسك مزيداً من الوقت أو الفسحة، خصوصاً عند القيام بأمور تعلم حقاً أنّها مرهقة، ولا تكنْ قاسياً على نفسك. حاول أيضاً، إحضار كتاب عندما تكون عالقاً في غرفة الانتظار، واقرأ قليلاً، هذا سيريحك ويعطيك جانباً آخر في طريقة التفكير. حتى الأمور الجسدية مهمة جدّاً، لذلك، لا تنسى القيام بتمارين التنفس كاليوغا، والتأمل، والرياضة، والاعتناء بنفسك وبمظهرك ما سيغيّر نفسيتك نحو الإيجابية. ولا تخجل من اكتشاف عيوبك في تصرفاتك للعمل على تحسينها. وسامح الآخرين، واشعر بالسلام. وعندما تشعر بالغضب من أي شيء، اعتبر أنّ الأمر انتهى الآن وأصبح من الماضي، وركز على ما هو مقبل وخطوتك التالية.
إذاً، الأشخاص الذين يتقبلون طبيعة الانزعاج من بعض الأمور أو الشعور بالقلق، هم أولئك الذين يعتبرون السعادة، والنجاح، والجمال، والفن، والحب، أمور تستحق الفرح، وأنّ ما من شيء مثالي.