

يتردد أن فيروس كورونا تدبير أمريكي للحد من النفوذ الصيني. هل هذا ممكن؟
هذا ممكن بنسبة تسعة على عشرة. الدولة التي ألقت قنبلتين على مدينتين يابانيتين وأحرقت مليون شخص في هيروشيما ونصف مليون في ناغازاكي قبل ثمانين عاما يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك بعد ثمانين عاما. الذي لا يهمه مليون من البشر يستطيع التضحية بعشرين مليونا. قبل ستة قرون زحف الأوروبيون المتوحشون على قارة أمريكا وأبادوا الهنود الحمر. لم يأخذوا الأرض فقط، بل أخذوا الاسم أيضا، أمريكا.
القتل الجماعي والإبادة الجماعية أسلوب غربي يهودي – مسيحي بامتياز. منذ أجدادهم الأولين الإغريق والآخرين الرومان وهم لا يعرفون سوى القتل الجماعي. في حروبهم كانوا يلجؤون إلى أبشع الأساليب للقضاء على خصومهم، ومثلما يتردد اليوم أنهم فعلوا فعلوه من قبل، فكانوا كلما دخلوا مدينة أو قرية أبادوا أهلها صغيرا وكبيرا عجوزا وشابا حاملا وبكرا، ثم يرمون الجثث في المياه لنشر الأوبئة والقضاء على السكان. كانوا يلوثون مياه الشرب لهزم الخصم، يشعلون النيران في البيوت والمزارع والبشر، يغتصبون، يقطعون الرؤوس، يسحلون الجثث، يقلون البشر في صحون من الزيت، ويحولون حياة البشر إلى جحيم كما فعل النصارى مع المسلمين بعد سقوط غرناطة حيث كانوا يتجولون ليلا ونهارا لمراقبة المسلمين والتأكد مما إن كانوا ما زالوا مسلمين.
وهكذا فعل التتار قبل ذلك، والصينيون باليابانيين واليابانيون بالصينيين.
هل فعل المسلمون من هذا شيئا؟
لا توجد أمة قامت بتخليق الحرب مثل الأمة الإسلامية، أبدا وإطلاقا، لا توجد، لا في الكتب ولا في الخيال ولا في الحلم في الثلث الأول من الليل. ومع ذلك هزمنا الغرب بالدعاية وغسل عقول الصبيان منا ممن نرجو أن ينضجوا إذ يكبرون. قتل بوش الأب آلاف الأفغان والعراقيين وسمى جريمته الفرعونية حربا نظيفة clean war، وقتل ابنه الفرعون الصغير آلافا آخرين وسمى حربه حربا انتقائية selective war. تقتل أمريكا ألف شخص في مكان يبعد عنها بعشرين ألف كيلومترا في منطقة تعيش فقط على الصوف، ولكن الرئيس الأميركي يستطيع أن يقول إنه فعل ذلك دفاعا عن الأمن القومي الأميركي.
كل هذا غير صحيح، الصحيح فقط أن المسلمين دمويون وأن الفتوحات كانت دموية. ما عرف المساكين أن عدد من قتل في جميع الفتوحات – مواجهة أو خطأ – قتله رئيس أمريكي واحد في مقهى صغير في بنما قبل ثلاثة أشهر من البدء الرسمي للغزو، مجرد تمهيد.