تداعيات جائحة “كورونا” تدفع سياسيين مغاربة إلى تجريب الكتابة وكأنها أجواء مرحلة ما قبل الانتخابات، تتقاطر كتابات السياسيين بشكل متواتر، حول وضعية ومستقبل البلاد؛ فالسياق الحالي حتم على الجميع تقديم مقترحاتهم من أجل الخروج من الأزمة الخانقة التي تنتظر المغرب في حالة عدم صد فيروس كورونا عن الانتشار.
واستأثر الوضعان الاقتصادي والاجتماعي بالأساس باهتمام أغلب مقالات الأمناء العامين للأحزاب، والبرلمانيين، وكذا المنتخبين الجماعيين؛ وذلك بالنظر إلى التخبط الذي تعيشه قطاعات إنتاجية، واضطراب دخل شريحة واسعة من المغاربة.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، خرج رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، بالإضافة إلى الوزير السابق محمد أوجار، والبرلماني محمد أوزين، بمقالات مطولة تحاول تفكيك راهن المرحلة واستشراف حلول مقبلة.
وعلى غير المعتاد، يحاول سياسيون مغاربة تجريب الكتابة أسلوبا للتواصل مع المواطنين بشأن تصورهم للوضع، مفضلين إياها على تقنية “الفيديو” التي احتلت الخطط التواصلية والتسويقية للقيادات الحزبية منذ فترة ليست بالقصيرة.
وبالنسبة لمحمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ التواصل السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، فعلى مدار التاريخ شكلت فترات العزل والحجر منطلقا للدفع بالإنسانية نحو أفكار أكثر إيجابية وقوة، وذلك ما يفسر حسبه الميول نحو الكتابة.
ويوضح العلالي، أن العزل الصحي يوفر فرصة التفكير للسياسيين والباحثين والمفكرين، مؤكدا أن العالم يواجه أسئلة وجودية، من قبيل هل ما قمنا به هو الصواب؟ وهل نحتاج إلى حقائق جديدة؟
ويفسر الأستاذ الجامعي ميول السياسيين إلى الكتابة بكون الفترة الحالية تمنحهم الوقت الكافي لبسط أفكارهم، عكس الأيام العادية التي تشهد متغيرات يومية ودورية، مسجلا أن السياق الحالي يقتضي تقديم شهادة حول ما يعيشه المغرب والعالم بأسره.
وأشار العلالي إلى أن الأهم هو ضرورة استخلاص العبر من الأزمة الحالية، وأن تترفع الكتابات عن الهواجس الصغيرة، من خلال طرح أفكار قوية تساهم في بناء مغرب ما بعد فيروس كورونا المستجد.