1_
كنت شاعرا
كم تنسمت
الخواطر
أحمل الأفكار
والأشعار
في جوف
المخاطر
أزرع الأشجار
والأزهار
في عزم
المثابر
أرصد الحب
مشاعر
أنقش الآمال
والأحلام
في كف
المصائر
وبقلبي الصدق
حائر
كم تمردت
على نهج
القبيلة
2_
والي مصر القديمة
رحت أسعى في المدينة
وتقصيت مبانيها
الحزينة
تهت في عز النهار
وتسلقت الجدار
باحثا عن ضوء نار
والليالي في بلادي
برقها برق الذهب
وصباياها عجب
شطها شط الغضب
صوتها غني طرب
لحنها صوت العرب
3_
وعلى باب العرب
ثار قلبي واضطرب
صار قلبي كالحجر
والأماني كالبشر
طرق تبدو كثيرة
إنما من سبلِ المنجى فقيرة
غيبت وجه القمر
وخبت فيها الصور
ورَبَت فيها الحكايا
مثل زخات المطر
ضجر
ضجر
ضجر
لم يعد في الأرض
خصب
جف ضرع الشاة
من هول الخطر
والسحاب الحرُّ ينأى
دونَ أن يلقي المطر
ووجوه الناسِ تخلو من نضر
4_
صرت للخلف
وصار الشك معراجي
وزادي
كيف للإنسان أن يحيا طليقا
في بلادي
كبَّلوه .. فغدا
زارعا من غير فأس
حاصدا من غير غرس
شاربا من غير كأس
عالما من غير درس
ويغني يا بلادي
لك حبي وفوادي
صرت في واد سحيق لا أرى غير الأعادي
صرت للجهل وللفوضى اغني
طائرا دون جناح
حالما دون صباح
وتغطيني جراحي
ثم أُدعى “يا بطل”
اوهموني في الصغر
انني كلّ الوجود
انني سر الخلود
انني رمز الحضارات التي شبَّت بساحي
انه الدجال قد عاصرته
ماشيا في الناس يهذي دونما أدنى خجل
انت مصري
فتمهل وانتظر
والتجأ للصبر دوما
وعلى الله اتكل
5_
لا تسافر في الخيال
أو تحلق عاليا فوق التلال
بين كراس الحياة
أنظم الشعر مثل
وتلحف بالقبل
وتغنى بالأمل
واجعل النظم عمل
غاية المرء
كلام في كلام
في جمل
قولنا لفظ مفيد
كاستقم
اي فاعتدل
6_
ذا اعتقاد قد تبناه الكبار
وربا فيه الصغار
دونما ادنى حساب
دونما أدنى عقاب
في بلادي يا بلادي
كلنا اضحى مصاب
والأماني والحكايا
لم تكن غير خراب
والعلا بين البرايا
دربه درب الصعاب
مضمر بين الكتاب
في بلادي
يا بلادي
كلنا صرنا
ذئاب..