هم حاملون وقلبه المحمولُ
نثروه تربا في يديه وصولُ
الحب مأساة الكتابة ليته
من خلف ممحاة الحياة يزولُ
لم يفتح الشعراء بابا نحوه
إلا وصُدَّ فما إليه سبيلُ
ضاقت على الكلمات بعض صفاتها
فمضت على سفح الحنين تجولُ
من أي سوق مر يعرض سلعة
أعلى عكاظ وقومها سيميلُ
أم من سمرقند الذبيحة بعدما
ولى عن المدي السفيح مغولُ
في كل جسر للغزاة طلولها
أوّاه منها موطن مجبولُ !؟
قالت معاذ الشعر إنك عاشق
فأجبتُ بل إني أنا المقتولُ
آثار قيس في عيونك دمعة
وخطاي في آثارها بندولُ
تتجدد الأوجاع فيها مرة
وبطلّة مرّاتها أسطولُ
ولأنها امرأة تغازل نفسها
كل القصائد شابها تأويلُ
أهل القريض تدافعوا في ركنها
لكنهم في حكمها قابيلُ
هي وحدها وجع الحضارة وحدها
لم ينزُ بين شفاهها التقبيلُ
في شطحة الدرويش يصمت طيفها
ليشع في فستانها قنديلُ
للعاكفين بغنجها مجنونة
في مهدها كبروا ففاض النيلُ
وكتابها في النبض سحر واحد
عنقاؤها في قلبها إنجيل
جردتُني مني فكنت حبيبها
يكسو عرائي عندها التبليلُ
لما حللتُ بها تأكد مذهبي
وجرت جراحي، لونها إكليلُ
ناجت بأرض البعث أول قبلة
فتشكلتْ تفاحة ونزولُ
للمرتين قتلتني وذبحتني
حلاج صدري في العذاب يطولُ
لا تقتلي الحلاج يكفي واحد
إني حللت وما لديّ بديلُ
حائي له سر يصُم تقيتي
والجيم سر بيننا مسلول
تاج الحروف لبستُ فوق مناقبي
في الأبجديّة لوحها مشمولُ !