تابعت مداخلة مساعد وزير خارجية أمريكا في لقائه الصحفي بعد لقاء بوريطة .. هي مداخلة مهمة جدا ، فقيرة جدا مراوغة وغنية جدا بإشارات بعيدة ..
ركزت في مداخلته على محورين :
1 – العلاقات الأمريكية المغربية : هل هي فعلا استراتيجية أم لوك لسان حاذق فقط ، أين تقف هذه العلاقات وما مداها ؟!
2 – الموقف الأمريكي الحقيقي من مغربية الصحراء ، هل تغير عن قرار ترامب أم لازال ساريا ؟ و لم كل الالتفاف الأمريكي وعدم التصريح الواضح والحاسم ؟ لماذا تلعب أمريكا بالكلمات والموقف ؟!
* في العلاقات الأمريكية المغربية أثارني أنه صرح أن الجيش المغربي يقيم مائة تدريب ومناورة صحبة الجيش الأمريكي ، وهذا رقم كبير جدا ودال ويطرح أسئلة عميقة : * لماذا يدرب الجيش الأمريكي الجيش المغربي ويرفع من جاهزيته ويسلحه التسليح الجيد ؟ هذا التسليح والتدريب معلوم أنه يضر باسبانيا والاتحاد الأوروبي والجزائر .. لماذا تقوي أمريكا المغرب ؟
– كلمات الرجل في حق المغرب والعلاقات الاستراتيجية الطويلة الأمد ودور المغرب في صناعة الأمن وووو ، لا تخفي نبرة قوية مهمة جدا و ” مطمئنة ” .. لكننا نعرف الأمريكان والعقل الأمريكي وبالتالي الحذر دائما مطلوب، والقراءة يجب تحيينها كل حين ..
* في موضوع مغربية الصحراء .. :
– قال ألا تغيير في الموقف الامريكي ، أي أن أمريكا تعترف بمغربية الصحراء ، وأضاف أنه يدعو لتعيين مبعوث أممي يشرف على متابعة الملف والوصول إلى حل متوافق عليه ..
*** في الموقف لغز كبير فأمريكا :
– من جهة تعلن ألا تغيير في الموقف الأمريكي لكنها في نفس الوقت لا تذهب بعيدا جدا وتتحدث بلغة واضحة جدا .. لم تتحفظ أمريكا ؟!!
هل لأنها تتعرض لضغوط ؟ ممن ؟ هل هو الموقف الأمريكي بترك الملف / النزاع مفتوحا لابتزاز الجميع ، أم ماذا ؟
في الموضوع حسب رأيي احتمالين :
– الأول : أمريكا لا تريد إغضاب حلفائها ، ألمانيا ، إسبانيا وغيرهما ممن نعلم ولا نعلم ، وتعمل على المدى الطويل :
– من جهة تقوي المغرب عسكريا واقتصاديا وسياسيا ليتمكن من فرض مقاربته على أعداء وحدته بنفسه دون تدخل مباشر من أمريكا ، تدخل سيضعها أمام مساءلة حلفائها ، فهي حسمت موقفها لكنها ترى أن الموقف ومعه المغرب يحتاجان لمزيد من الوقت لتتغير الظروف والمعادلات فيسهل ما يعتبر اليوم صعبا …
– الثاني : أن أمريكا تلعب لعبة التوازنات واستغلال الموقف الضبابي لجلب أكبر الفوائد من كل حلفائها ، المغرب والأوربيين .. فهي تسايس الجميع وتبتز الجميع وتدع الملف مفتوحا وجرح المغرب نازفا ..
فأي المؤشرات والأفعال والسياسات والإشارات والإيحاءات أقرب للاحتمالين ؟!