قراءة في الدورة 45 من المقهى الأدبي الأوروعربي – فكري بوشوعو

0
1816
انسجاما مع ما اعتبره إيفنتي وهو من أهم الشخصيات في تاريخ الهوية الأندلسية أن هذه الأخيرة ليست “مجرد هوية دم أو عرق وإنما هوية وجود ومعرفة”، كانت للمقهى الأدبي الأوروعربي في بروكسل نظرة معرفية لإحياء هذا الوجود الأندلسي إيمانا من القائمين على هذا الفضاء الأدبي أن أساسه هو الانفتاح على العلوم والمجالات الأخرى بنظرة معرفية أكاديمية، تبلورت في وعاء فكري علمي لتحمل في كل دورة عنوانا جديرا بالمتابعة والتقدير، وكان لإحياء الهوية الأندلسية عبر الدورة ٤٥ من المقهى الأدبي قراءة أكاديمية لتاريخ مراحل جد مهمة عرفتها شبه الجزيرة الإبيرية.
إن كان إيفنتي أبو الهوية الأندلسية، فإن الأستاذ عزيز السعيدي وهو يقدم موضوع الدورة ٤٥ من المقهى الأدبي يوم  الـ٩ مارس ٢٠١٩ قد تمكن من استعراض التطور التدريجي لهذه الهوية عبر محطات تاريخية تجسد نشأة الثقافة الأندلسية والقومية الوطنية الأندلسية، واعتبارا للتخصص الأكاديمي التاريخي للأستاذ السعيدي فإنه كان جسرا مفصلا لكل المميزات التي امتازت بها الهوية الأندلسية، سواء كهوية أندلسية وإسلامية من جهة، أو كهوية أندلسية تدافع عن وجودها في شبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك وفق مراحل متعددة عرفت فيها صراعات وحروب، إلى مراحل عرفت تتويجا معرفيا وعلميا وتاريخيا، وانسجاما مع مقدمتنا فإن اللقاء كان بمثابة إحياء إرث تاريخي قائم على الوجود والمعرفة قبل العرق والدم.
وكان للحضور النسائي بصمة الاحتفال بإحياء عرسهن تحت ظلال قصائد شعرية وأدبية، استطاعت أن تكون الأسماء المشاركة  عنوانا للأمسية الأدبية للمقهى الأدبي في دورته ٤٥ بلمسات وجوه نسائية أغنت بحضورها الفضاء وأعطته عطر المقام وقيمة المكانة. وعرفت  الدورة  لمسات أعطت صورة جميلة حملت إبداعا معرفيا بإحياء الهوية الأندلسية، وإبداعا أدبيا بإحياء الحرف النسائي في عرس عرفنا فيه مكانة الشعر بإلقاءات نسائية.
 ومن عمق العطاء والاستمرارية، هل استطاع المقهى الأدبي الأوروعربي كوعاء فكري معرفي أن ينبض نبض الاستمرار والتجدد انطلاقا من القناعات الواعية للمهتمين بما تقدمه كتأسيس وكجسر وكمحيط عبر دوراتها!؟

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here