لا تنقصُني قوةٌ للتحدي
ولا جرأة للنقاش
ولا أن أُفحم قاموسي بالسباب
فيعلو صوتي فوق الأجراس
ملكت من الأسنة ما يكفي
لأدافع عن مكنوناتي
وأواجه كل الناس
أن أضع النقط على الحروف
والهمزات على أعمُدها
وأعرب الكراس
لا أخاف من كلمٍ وحرفٍ
ولا أفعالٍ لمبتدأ
ترن كمطارق النحاس
أمزق سلاسل العِناد
بنسمة حب
تجول بين حلقاتها
لتكسر الإحساس
أنا كنار الحداد الهادئة
دون صوت
تذيب عقد الأجناس
حديدا كان أو صلبا
أو كان عقدا من نحاس
أما من كان من ذهب
بمحاذاتي يلمع
يقرع، يرفع أسلاك الشوق
إلى عناقي أسرع
لا يهرع من لفحاتي
بل يتمتع
فليتمتع..
النار ليست خالدة
تدوم على قدر الأنفاس
على قدر معتكف ليله طويل
أو عاشق يبكي شمس الأصيل
أو عابر سبيل فقد الدليل
أو ناحت لجيد معشوقة
رآها على سطح النيل
اللفحة منها رائدة
تشفي أسقاما سائدة
وتداوي أوجاع الناس..