Home Slider site في ضيافة عبد الله بوصوف،من ذكريات معرض الكتاب 7 – أحمد حضراوي
فكرت في كتابة هذه التدوينات تعقيبا على الهالة التي يدأب عبد الله بوصوف أن يظهر بها بمناسبة كل معرض كتاب وكأنه نجم الحدث الأوحد والوحيد، محاولا تسويق نفسه أنه معبر لنشر الفكر والثقافة والأدب، في حين لا هو بناشر ولا بمؤسسة توزيع ولا بكتبي ولا هو بعارض ولا هو بمركز بحوث أو أكاديمية علوم، فلماذا يحشر نفسه ومجلسه في هذا الأمر وكأن كل الجالية على مستوى واحد، وكأنه راعي عقولهم ومناحي تصوراتهم.
من خلال تعاملي مع الرجل عن قرب، تبين لي مستواه المتواضع في الطرح والتحليل، بل والكتابة التي لا تخلو من أخطاء إملائية يأنفها تلاميذ المستوى الإعدادي، بل وتبين لي من خلال شهادات الكثير ممن خدعوا فيه مثلي أن الرجل إنما يستقبل كل عام وفودا من علية القوم لأسباب متعددة، منها مناقشة كل واحد منهم لوقت كاف حول نقاط معينة مدروسة ومهيأة له سلفا من طرف مخابراته المنتشرة في كل أوصال الجالية، حتى يتأكد شخصيا من ميولات ضيوف مائدته الدينية المذهبية والفكرية، وبالتالي استخلاص ولاءاتهم ليس للبلد أو ملكها ومقدساتها، بل له شخصيا ولفكره المدسوس داخل منظومة المخزن، فكر التطرف القديم الذي لم يستطع الخلاص منه، فتحين الفرصة الملائمة للانقضاض على مفاصل ما يرنو إليه ويخطط له، وكذلك إدماجهم في بقايا تنظيمه القديم ليسلمهم مفاتيح العمل الديني والثقافي في الخارج من خلال تمويلات ضخمة يحظون بنصيب مئوي منها مقابل إيداع المقابل في حسابات بنكية سرية لحسابه أو لحساب بعض أفراد عائلته، أو لحساب مقربين منه. كما لا يغفل إنشاء مراكز جمعيات صغيرة لكن متعددة تابعة له مباشرة لكن مسجلةبأسماء غيره بحيث لا يظهر أثر له بسجلاتها الرسمية، تصرف عليها مبالغ طائلة ليوهم الداخل المغربي بأن هناك دعم واهتمام بالمشاريع الثقافية والفكرية لمغاربة العالم، في حين أن هذه المراكز أو مفهوم أوضح “الشقق”، هي إقامات مفروشة حمراء (…) مخصصة لكتيبة من “السكرتيرات” الخاصة المقربات جدا من “تصوره الذاتي لنساء المهجر”، تصرف لهن معاشات شهرية في صيغة تمويل مشاريع وهمية فقط لأغراض ليس هذا مقام ذكرها.
إذاً نحن أمام نموذج فكر وإبداع وعرض لتسويقه، يتناول مغاربة الخارج مقابل شهادة مغربي من هؤلاء المغاربة، يفضح من خلالها منظومة الفساد البوصوفية التي تركب على إنتاجه المعنوي ورؤيته الحضارية، لتفضح مخططات الرجل وتبين أنها لا تعني مغاربة العالم في شيء، وليست ضمن اختصاصات المجلس أصلا، وأن اجتماعها في فندق مرة كل سنة على الأقل إنما لخدمة مشروع شخصي، ولو كان بمناسبة معرض الكتاب.
ما يهمني وبشكل ملح كمغربي خارج الحدود هو تفعيل نصوص الحكامة التي تخص المجلس كبداية، وإشراك العقول المهجرية الكفؤة من إدارة المجلس، وتغيير مساره نحو التفعيل الحقيقي الصحيح لصلاحياته، من خلال تفعيل الشراكة السياسية لمغاربة العالم ليس فقط في مجالس الحكامة بل وفي الحياة السياسية المغربية ككل. فهل يجرؤ عبد الله بوصوف على فتح ملف إشراك مغاربة الخارج سياسيا، أم تراه سيستمر في الكذب عليهم بموائد “الحرشة وأتاي” بدل موائد الحوار الحقيقي والجاد عن مستقبلهم كمغاربة كاملي المواطنة خارج الوطن، وكمغاربة خارج الحدود داخل الوطن، متشبعين برؤى ديموقراطية حداثية منبثقة من خبرة وممارسة حقيقيين في بلدان العالم، لحلحلة الوضع السياسي المغربي الداخلي المزري والمنحدر نحو هاوية المصير المجهول والنفق المظلم، بسبب تفشي الفساد الذي ينخر كل المؤسسات دون استثناء!؟