فيلق خراسان، مذبحة مسلمي أوروبا القادمة – أحمد حضراوي

0
226

يتحدثون عن فيلق خراسان  ويصرون على إلحاقه بالطائفة السنية، ويسوقونه على أنه البعبع الجديد الذي سيحل محل داعش التي حلت بدورها محل القاعدة التي كانت هي أيضا تجميعا لتنظيمات أخطأت الفهم الصحيح للإسلام لكنها لم تخطئ خدمة أجندات من أنشأها أو دعمهابالمال والسلاح ووجّه رصاصها لصدور المسلمين (السنة) خاصة، وخناجرها نحو رقابهم. ولذر الرماد في العيون كانت تقوم ببعض عملياتها الوحشية ضد أقليات أخرى كالإيزيديين مثلا، أو تقوم وبتواطئ مع الإعلام العالمي ببث عمليات تصفية أو ذبح لغربيين.
لكن يبقى القاسم المشترك بين كل تلك الجماعات أنها تُنسب للمذهب السني فقط دون غيره من المذاهب الأخرى خاصة المذهب الشيعي الذي ارتكبت بعض جماعاته أضعاف أضعاف ما ارتكبته داعش خاصة في العراق وسوريا، لكن العالم تغاضى عنها بل وقدمها كحليف قوي له في حربه على الإرهاب، لكن لكل شهر عسل نهاية.
مثلما دارت الدوائر على المجاهدين العرب الذين تحولوا بين يوم وليلة من مقاتلين شرفاء حاربوا يوما إلى جانب الغرب ضد عدوه القديم الاتحاد السوفياتي السابق إلى أفراد وجماعات تم التخلص منهم ومطاردتهم وتصفيتهم بعدما قاموا بواجبهم تجاه أسيادهم ثم شكرا، تدور الدوائر الآن على “الإرهاب الشيعي” الذي استغول بعد احتلال العراق، وزاد من تغوله بعد الربيع العربي ووصول بعض أطراف الإسلام السياسي إلى السلطة (إخوان مسلمون). لكن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية اللذين يحسنان تغيير “المناشف”، وبعدما أحسا بخروج ملف عملائهما الطائفيين الجدد من يديهما، يستغلان لا شك أزمة أوكرانيا الجديدة لضرب عصفورين بحجر واحد.
فبوتين الذي تمددت يداه في سوريا وجنوب الأبيض المتوسط والذي أصبح يعامل الغرب كقطب خرج حديثا من تحت رماد عنقائه، وفي حالة ما وصل في صراعه إلى نقطة اللاعودة على الجبهة الأوكرانية، سيكون مضطرا إلى الاستعانة بكل فيالق وأذرع إيران المسلحة، وقد يضطر إذا اشتد الوطيس إلى سحب قواته من دول أخرى خاصة سوريا ومعها عملاء جيشه للاستعانة بهم في حرب على حدود بلاده الغربية.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
قد تؤدي إعادة انتشار القوات الروسية إلى تغيير المعادلة على الأرض خاصة في سوريا مما سيجعلنا أمام بروز مفاجئ لداعش (السنية) ومن يدور في فلكها، وقد يتجدد ولاء هذه الحركات الإرهابية للغرب مقابل تفهمات سرية بينها وبينه كرفع اليد عن نظام بشار مثلا، وقد نشهد حرب لحم مدافع بين داعش وفيلق خراسان على الحدود الشرقية القصوى لأوروبا مما سيكون له تأثير سلبي عليها خاصة في المجال الأمني. لكن النتيجة ستكون بدون شك محرقة كبرى للشباب المسلم الأوروبي الذي سيخوض مرة أخرى حربا من أجل الإسلام (وهي في الواقع حرب بين قوى الشر لا غير)، ليس لأبناء المهجر فيها مصلحة أو ناقة أو جمل. ذلك أن تحصيل الحاصل سيكون إجراءات أشد صرامة ضد الإسلام في أوروبا، مما يعني صعودا قويا لليمين المتطرف خلال الفترة القادمة، وتفجير بؤر صراع جديدة قد تتحول إلى حروب طائفية ودينية (البوسنة والهرسك، ألبانيا، منطقة البلقان برمتها…). ولأن المسلمين في أدنى جاهزيتهم واستعدادهم لما يدبر لهم، ولأنهم خارج التنظير الاستراتيجي أصلا، ولأن مسلمي أوروبا خارج السياق الحضاري وكل همهم بطونهم وشهواتهم وأموال جمعوها وكدسوها في جدران في بلدانهم،فلن نستغرب حربا جديدة عليهم وتصنيفات جديدا لهم.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here