إني فطمت على الكلام بقُبلتكْ
وعرفت معنى الحب آخر رعشتكْ
الفلسفات العاثراتُ حقيقتي
وحقيبتي تسعى لآخر رحلتكْ
والأحجيات الساهرات بدمعنا
نسيت عبارتنا بأول طلعتكْ
الصخرة الصماء تسمع همستي
وصدودك المجنون ضاع بهمستكْ
هل لي بأول نظرة مكلومة
كي يستبيح الغنج أنمل لمستكْ
صدري محطة ريشة الطاووس قد
نزعت جناح الليل في فم لثغتكْ
شِقان بين الحبر في عتباتها
نهر من الشهد الشهيد بنكهتكْ
في جنة الكلمات شمع دافق
في ضفة الشفق المديد بخصلتكْ
لا تُسألُ اللغة العتيدة لحظها
أو يوقظ التأويل سيرة لحظتكْ
فجراح هذا الصمت ذكرى صمتنا
لما انثنت راياته في صفحتكْ
وتعهدت نزقا لغربة خطونا
في القرع سادرة تهيم بقِبلتكْ
وأنا وألف أبي رغال عاقني
عن مرج وادي الوصل لاح كلهفتكْ
في هجرتي فلقت إشارتك الهوى
محراب كل النخل فاح بحطتكْ
لما انتظرت ببابها جبٌّ جلا
عن كحلك الممشوق خنجر نظرتكْ
قطفير مملكة النساء، جريحها
طهر يلملم سجنه في نزوتكْ
ويدي التي كتبت بسبع أصابع
بترت قصيدتها بمذبح عفتكْ
تلك التجاعيد الدفينة، وشمُها
سبَر الرماد وبعثه في غمضتكْ
الكهف نام كأهله لكنه
في عينك اليمنى استفاق لرغبتكْ
وعُزيرُ جسّ القرن وجه مدينة
بعثت غوايتها لسابق قضمتكْ
سأعود نحو المهد لا امرأة به
تئد البشارة في نمارق صحبتكْ
ها قد حُملتُ إليك نعشا ضامرا
الآن صحصح قاتلي في حضرتكْ!