يشهد لبنان جدلا حول تلقي أعضاء في مجلس النواب للقاح المضاد لفيروس “كورونا”، ما دفع البنك الدولي إلى التهديد بتعليق تمويل حملة التلقيح. لكن على خلاف الدول السابقة، لم تحدث استقالات في لبنان.
أثارت فضائح غياب العدالة في توزيع لقاحات فيروس كورونا غضبا في عدة دول دفعت إلى استقالة مسؤولين كان آخرهم وزيرا الصحة في الإكوادور والأرجنتين.
وأعلن وزير الصحة بالإكوادور خوان كارلوس زيفالوس استقالته من منصبه بسبب انتقادات وجهت إليه لقيامه بتطعيم عددٍ من أقاربه وبعض المسؤولين بلقاح فيروس كورونا. وبحسب ما ذكرته العديد من الوسائل الإعلام المحلية، الجمعة، قدم الوزير المذكور استقالته إلى رئيس البلاد لينين مورينيو.
وتعرض الوزير المذكور لانتقادات شديدة داخل المجتمع لما تبين أنه منح والدته لقاح كورونا في أحد المراكز الطبية الخاصة يوم 23 يناير/ كانون الثاني الماضي. كما أن المعارضة هاجمته بشدة لما تناقلت وسائل إعلام محلية أنباء تفيد أنه وجهة دعوة لرؤساء جامعات وعدد من مسؤولي الدولة لتلقي اللقاح.
الأرجنتين:
قبلها بأسبوع واحد تقدم وزير الصحة الأرجنتيني جينيس غونزاليس غارسيا باستقالته من منصبه، إثر فضحية تتعلق بتوزيع لقاحات كورونا. وجاء ذلك بحسب تغريدة نشرها الوزير على حسابه بموقع “تويتر” في 20 فبراير/ شباط الجاري، بعد أن طلب منه رئيس البلاد ألبرتو فرنانديز تقديم استقالته.
الاستقالة جاءت بعد أن أعلن الصحفي الشهير هوراسيو فيرتبيسكي، المعروف بقربه من الحكومة، أنه حصل على تطعيم بلقاح كورونا من خلال وساطة وزير الصحة، ودون أن ينتظر دوراً.
وعلى إثر ذلك تناقلت العديد من الصحف المحلية أنباءً تفيد أنه إلى جانب الصحفي المذكور، تم تطعيم عدد آخر من نواب البرلمان، وأعضاء مجلس الشيوخ، ورجال الأعمال في الوزارة.
البيرو:
في البيرو أيضاً استقالت وزيرة الخارجية في 15 فبراير/ شباط الجاري على وقع فضيحة تتعلق بتلقي مسؤولين حكوميين لقاحات مضادة لكورونا قبل وقت طويل من إتاحتها للعامة.
ودفع الغضب الشعبي حيال تلقي مسؤولين اللقاحات قبل أن يُحدد موعد إطلاق حملة تطعيم أوسع، مسؤولين حكوميين اثنين إلى الاستقالة.
وأفادت وزيرة الخارجية إليزابيث أستيت على تويتر أن الرئيس فرانشيسكو ساغاستي قبل استقالتها. وقالت في البيان إنها تلقّت اللقاح في 22 يناير/ كانون الثاني في إطار ما وصفته بـ”الخطأ الكبير”.
وتعد أستيت ثاني عضو في حكومة ساغاستي يستقيل بعد وزيرة الصحة بيلار مازيتي التي استقالت بعدما كشفت صحيفة أن الرئيس السابق مارتن فيزكارا تلقى جرعة من اللقاح المضاد لكورونا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
إسبانيا:
وفي إسبانيا قدم رئيس أركان الجيش الجنرال ميغيل أنخيل فيلارويا استقالته، بعدما اتهم بتجاهل البروتوكول لتلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19، وفق ما أعلنت هيئة الأركان في بيان.
وأورد البيان في 23 يناير/ كانون الثاني “بهدف الحفاظ على صورة القوات المسلحة، قدم الجنرال فيلارويا استقالته اليوم إلى وزيرة الدفاع”، التي جرى قبولها لاحقاً.
وقبلها بساعات أقال وزير الداخلية بمفعول فوري ضابطاً كبيراً برتبة مقدم، وهو مسؤول ارتباط الحرس المدني بهيئة أركان الجيش، إثر تقرير داخلي خلص إلى أنه تلقى اللقاح دون أن يكون من الفئات التي تعطى الأولوية.
لبنان:
عربيا يشهد لبنان جدلاً حول تلقي أعضاء في مجلس النواب للقاح المضاد لفيروس “كورونا”، ما دفع البنك الدولي إلى التهديد بتعليق تمويل حملة التلقيح. لكن على خلاف الدول السابقة لم تحدث استقالات في لبنان.
ووصف رئيس اللجنة الوطنية للقاح “كورونا” عبد الرحمن البزري، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، حصول نواب على اللقاح بأنه “تجاوز غير مقبول”. وأضاف “ما حصل اليوم خرق لا نستطيع السكوت عنه من خلال محاولة تمييز مجموعة من الناس”.
وأنشأت وزارة الصحة منصة إلكترونية ليتمكن المواطن من حجز موعد لتلقي اللقاح من دون تمييز، وبحسب الفئة العمرية.
وابع البزري “كنت في موقف حرج بعد ما جرى، وردّ الفعل المنطقي هو الاستقالة، لكنّ أعضاء اللجنة أثنوني عن ذلك”. وأردف “البنك الدولي يراقب، وسجل الخرق، وهو يتجه لاتخاذ إجراءات”.