هذا صديق لو كشفت طباعه
لرأيت أصل الود في الأعماق
وسيحمل الذكرى الثمينة عتمة
والبدر فيها دائم الإشراق
قد جاورت عيناي صدق مصاحب
فدنا الأريج ملامساً أحداقي
ولربما أهدي إليه تعجبي
فيضيق ذرعا بالكلام الراقي
ويقول رفقا أنت تثقل كاهلي
إني رجوتك أن تحل وثاقي
فهتفت لا إني الصدوق ولا أرى
عيباً إذا غامرت بالإغداق
كي تفهم الأمواج أن وفاءكم
متجذر كالسور والأطواق
ولربما زار الحمام دروبكم
فحنا بشدو سلسل مهراق
ورأى الصديق صديقه فتسلقا
شجر الحفاوة مشبعا بعناق
ولربما غرس الغياب نيوبه
رغم انتباه الحارس الحذاق
قد جاورت عيناي جرح مصاحب
لما استقر على بساط فراق
فإذا به يهوي بمشفاه الذي
لم يكترث بتقهقر المشتاق
مات الصديق فعزَّ برء مؤانَس
يأوي إلى دوح من الترياق