فتح الأندلس.. وتزييف الذاكرة التأريخية __ ذ. عبد السلام القيسي*

0
70

‏”فتح الأندلس.. وتزييف الذاكرة التأريخية” :

  الجانب الفني سيئ، لم تدرس المرحلة التأريخية للمقاربة بالديكور والإكسسوار إلى جانب خاصية الضوء، وكذلك النفحة والنبرة للمتحدثين، وهناك أغلاط كثيرة، وجوهرية..

بدأت الحلقة الأولى، بمشهد لموسى بن نصير وطارق بن زياد وهما يدخلان مدينة طنجة بعد فتحها وطرد حامية الروم منها أو القوط، ويستهل موسى بن نصير كلامه للناس في المدينة أنه يصيب ويخطئ، وكأنه نبي، فوق الصواب والخطأ، ولا أحد طلب منه التواضع ومحاولة إثبات بشريته، فهو ليس برب، أبداً..

قام موسى بن نصير بتعريف الناس وفق خطبة كبيرة بالقائد طارق بن زياد وهذه غلطة فالطارق بربريٌّ وسكان طنجة من البربر، وقد كان طارق بن زياد والياً لطنجة كي ينجح في تقريب الفكرة بين البربر والعرب، حاجة ملحة لتثبيت الوجود الإسلامي، فهو منهم وهم قومه، وبذلك نجح طارق، وبطارق نجحت الدعوة والفتوحات في البربر بعد عقود من الفشل والثورات ضد التواجد الإسلامي التي قاداها كسيلة والكاهنة، وقتل في تلك الثورات القائد الكبير عقبة بن نافع، حتى إذا ظهر طارق قام بتمهيد قلوب البربر، والحقيقة أن طارق بن زياد هو من يقوم بتعريف سكان طنجة في المغرب بموسى بن نصير، وهذا الغلط كبير..!

بعد تعيين طارق والياً لطنجة، خرج للناس، الذين في السوق يتحاشونه، وهذه مغالطة لا تغتفر فهم قومه، وعاد طارق يشكو ما لاقاه من الناس لموسى بن نصير فيحاول موسى إفهامه أن البدايات هكذا، وهكذا يتحول موسى إلى بربري، وطارق إلى عربي وبالتأكيد هذه مغالطة، إذ أن الحد الفاصل في العلاقة بين العرب والبربر وضعه طارق بن زياد فهو من البربر وكذلك يؤمن بالدين الجديد ولا يرى في وجود العرب أي تهديد لهم، ونجح بمهمته ..!

أوحى المسلسل وكأن دخول العرب والمسلمين إلى طنجة، استهدفت البربر رغم أن هذه كذبة، بل ضد الروم والقوط، وسكان طنجة من البربر يعانون منهما أيما معاناة وما قدمته الحلقة الأولى من المسلسل تأثيراته بذهنية الناس كبيرة، مغالطات كبيرة، جوهرية.

هناك نقطة: إجادة الدور لدى فريق القوط، الأعداء، كانت جميلة، من حيث الصوت ومن حيث اللباس، والنبرة، والسحنات، وأما العرب والبربر فهم كسالى، وهناك جريمة بحق دور الوليد ابن عبدالملك وصوته، وأشياء كثيرة .

سأكمل مشاهدته، ربما هناك مفاجآت، وأتمنى..

_______________________

* كاتب وصحفي من اليمن.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here