في مقام الحب، كنت قبل أن تكوني،
كنت بذرة خوخ نائمة
هلى ذراعك،
انتبهت قليلا لأرى الشمس والماء،
سقاني طاووس من عرق أغانيه،
فكنت حارستي وكنت
غيمة أحلامك.
وفي مقام العناق، كنت شجرة،
ورق التوت بكل أسماء الربيع،
تنسجين للحكاية بحرها المبكر
في الحليب،
كنت أظفر ظفيرة الشمس
ليديك لأشبكها بباب الولادة،
وكان عناق الشمس سريعا
في عيني،
قلت، ها أنا كامل في الموت المؤقت،
ها نحن منبعثان في نهر
أزرق، حائران في بداية القبلة،
مغموسان بشهد الوجود،
عارفان كيف ولدنا من فكرة
نبتت من عظام شجرة،
حاسمان كحمام موحد لا
يطير ولا يحط إلا على ذراعينا
نائمان في الريشة اليتيمة،
غائبان في عين الولادة الأولة.
***
هنا أنا،
أوجاعي خلية نحل،
أنهار لليباس المجعد في الروح،
باسم وجعي، وباسم الماء
الذي قطرني صيفا شاحبا،
كما طمي بئرنا الميت هناك،
أنز قطرة قطرة
كرذاذ مريض، فوق
وجع الأرض.
الزيتونة المقدسة توأمي،
باسم الله ولدنا فوق حجر،
وحرثنا حارات غدنا بالزعتر،
باسم الذين ولدوا في دمنا حقولا،
أنا هنا قمح سامق الاوجاع.
***
لا أخاف الموت،
أحبه كما أحب خبزي وهوائي،
عانقته ثلاث مرات ولم
يعدني إليه.
لا أخافه، خبرته وعاشرته ،
تبادلنا الخواتم ،
والصور،تبادنا العناوين القديمة
والجديدة،
كنا توأمين حارسين للوقت،
صرنا ظلا واحدا نسكنه ويسكننا،
ربما سنعانقنا للمرة الأخيرة
عندما سنمتلئ حبا وعمرا،
أو عندما تعيدنا إليها الشجرة.