تناقض كثير من العراقيين ما بين قضايا الداخل ونظيراتها من قضايا الخارج، ليس إلا استمرارا لثمار حكومات ما بعد ٢٠٠٣ التي سعت وتسعى جهد إمكانها لخلع العراق والعراقيين من منبعهم العربي والإسلامي، وإبعادهم عن عمقيهما هذين.
العراق كان وسيبقى رأس الرمح في المنطقة بمرجعياته الثقافية والهوياتية والاجتماعية العربية والإسلامية، ويمتلك المقومات التاريخية والمعاصرة ليبقى رائدا في المنطقة، وكل محاولة لزعزعة هذه الريادة والسيادة ستبوء بالفشل مهما حاولوا خلق “هُوية عراقية متفردة قائمة على أسس خيالية”، لتكون المرتكز وحائط الصد.
إن أخطر ما سنواجهه في السنوات القادمة هو حرب الهويات في العراق (العربية – العراقية)، والصراعات الدينية (الإسلامية – اللا دينية). الجميع يعد العدة لخلق عراق لا عربي ولا إسلامي، ومهمة كل واحد منا محب للعروبة والإسلام الاستعداد لهذه المرحلة، فهي أخطر من حكم الأحزاب والمليشيات وإيران. خصومكم أشرس وأعنف مما تتصورون، وهم في مرحلة ما بعد تشرين سيُظهرون المخبّأ الذي لن يظهر إلا بعد حين.