عن العثماني ورهطه – أحمد فال الدين

0
60


لا أستغرب الروح المتشنجة التي كتبنا بها في هذا الفضاء ضيقا بسلوك العثماني ورهطه. وأقدّر الوِقْفة التي وقفها أستاذ الجيل ابن منصور على لسان الميزان –كعادته- مُذكرا ببلاءات القوم وظروفهم، وبالمسافة المرهقة بين الموجود والمنشود. وهي مسافة يكابدها العامل الميداني مُسددا ومقاربا، ويتفرج عليها المتفرج من أعلى الربوة مرتاحا وناقدا. والناقد بصير.
غير أن المواقف السياسية المقوِّضة لأصل المشروع لا يقفها الساسة المحترفون. فالسياسي العاقل لا يتخذ موقفا ينقض أصلا من أصول مشروعه؛ فهذه سلوكيات تُترك للمستبدين، ولا يمارسها الساسة الراجعون لشعبيتهم بعد سنة أو سنتين. فموضوع التطبيع يلامس شغاف أنصار الحزب، وهو جزء من محْكيتهم الكبرى، وأي نقض له –دون تغيّر جذري- تصدعٌ في البيان وحث له على التداعي.
ولذا، فالنكران على القوم راجع للأمرين: الخطأ في التكتيك والخطيئة في الاستراتيجية. أما التخوين ونسيان جهاد العثماني ورهطه فمبالغة ومزايدة على من سلخ شبابه دفاعا عن الحرية، ونشرا للوعي، وسعيا لنشر الخير في المجتمع. وهو أمر نرفضه كما نرفض الخطوة التطبيعية.
لم يتغير العثماني، فما زال ذلك الطبيب، المخبتَ الفقيه، البسّام. لكن صورته السياسية ذبُلت في النفوس، وألقه قد خبا، وستصفعه صناديق الاقتراع-للأسف- صفعة يتردد صداها في أرجاء المغرب. وأخشى أن يعيش بقية حياته نادما على ذلك الموقف.
إنهم يستحقون الشفقة أكثر من المعاتبة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here