صدق المثل الذي يقول: “من يده تحترق ليس كمن يشاهد”!
عندما تسيطر شهوات النفس على القرارات والتصرفات، لا بد وأن تكون هناك معادلات نتاجها أزمات بل كوارث، وعندما تسيطر الأهواء والمصالح وأصحابها، لا بد وأن نجد تصرفات وقرارات ينفذها عبّاد الشهوات، وأصحاب المصالح هم من يخططون ويديرون، فعندها لن يدرك أحد من عبّاد الشهوات خطورة الأمر، فقد يكون هناك فخ ومصيدة من أصحاب المصالح لعبّادهم، كي يصلوا إلى مبتغاهم، ممتطين ظهور أولئك العبّاد.
إذن: لا بد وأن يدرك الجميع، أن ما من صاحب مصلحة يدعم آخر، دون انتظار مردود أو ثمن لدعمه، فالدعم المشروط لا بد منه عند أصحاب المصالح، فكيف إذا كان الدعم ممن يحلون حراما ويحرمون حلالا؟! وما يزيد الطين بلة، والأمر علة، إذا كان من يقبل الدعم من عبّاد شهوات النفس، الأمر الذي يسهل على أصحاب المصالح تحقيق مآربهم بأقصر الطرق، غير مدركين -أقصد عبّاد الشهوات- خطورة الأمر إلا بعد الوقوع في المصيدة، فعندها لا خيار سوى الخروج بأقل الخسائر، والطامة الكبرى؛ أنهم لم ولن يعتبروا من التاريخ ومما سلف، وذلك لسيطرة شهوات النفس من جهة، وسيطرة أصحاب المصالح من جهة أخرى، الأمر الذي يوصلنا إلى حرق قلوب لإضاءة طريق شهواتهم وأطماع نفوسهم، ولكنهم نسوا أو تناسوا أن كل طريق نهايته لقاء الله! المنصف العادل، لقاء من سوف يأخذ حق كل مظلوم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.