إهداء :
إلى .. “مرزوق الغانم” .. ” الرجل العملاق ” في زمن التقزم .
تقديم :
كنت أود أن أعنون نصي هذا بعنوان :
” رجل بألف رجل ”
أو بعنوان :
” أطول 45 ثانية في التاريخ ”
أو بعنوان :
” الرجل الذي قهر كيان ”
أو بعنوان ”
” رجل والرجال قليل ”
إلى جانب العنوان الأخير والذي اخترته وعنونت به نصي .
وكم كان بودي أن يكون مسموحاً في عالم الأدب والكتابة أن يعنون النص الأدبي بأكثر من عنوان كي يكون نصي هذا بكل العناوين آنفة الذكر .. فالرجل يستحق … وأكثر
( الكاتب )
————————
” عملاق في زمن التقزم ”
.. كالجرذان المذعورة فرت من المكان تهرول إلى الخارج دون أن تلوي على شيء .. بعد أن انطلقت دفعات القذائف الحارقة الملتهبة من المدفع الرشاش ذو الألف فوهة .
لم تكن قذائف ” نابالم ” حارقة كتلك التي ألقى بها العدو على المواطنين الآمنين خلال الحروب المجنونة الثلاثة التي شنها ضدهم .. ولم تكن من قنابل الفوسفور الأحمر أو الأزرق أو الأخضر أو الأصفر التي أحرق بها العدو البشر والشجر والحجر .. ولم تكن من صواريخ طائرات ” الأباتشي ” أو ” الزنانة ” – الطائرة التي بدون طيار ” أو طائرات ألـ ( أف 16 ) والـ ( أف ألف ) الحربية المقاتلة . .. ولكنها كانت قذائف أشد من هذه وتلك فتكاً وتأثيراً … فهي قذائف الحقيقة التي تفوه بها الرجل فأصابت من العدو مقتلاً .. وفي القلب مباشرة .. بعد أن أرعبتهم ودب في قلوبهم الرعب ..
تلك القذائف التي أطلقها الرجل .. كانت بألف لسان .. مليون لسان .. مئتي مليون لسان بل أكثر .. كانت تنبع من القلب .. مليون قلب .. مئتي مليون قلب ..
قال الرجل بكل جرأة وبكل شجاعة ما لم يستطع ساسة بني يعرب من قحطان وذبيان وغطفان وخيبان أن يتفوهوا به أو بحرف من مثله ..
كان الرجل وبالفعل عملاقاً .. ” عملاق في زمن التقزم ” .. فانتصر الرجل انتصاراً رائعاً لأنه كان على حق .. وانهزمت الجرذان وفرت من أمامه لأنها كانت على باطل .. ورحلت دون أن تتفوه بحرف .. فلقد ألجمها قول الحق .. و ” رحلت ” بعد أن قال الرجل بنبرة صوته المجلجل ” ارحل ” … ” ارحل ” .. فرحلت .. واندحرت .
لم يكن الرجل العملاق وحيداً في الميدان .. فكل القلوب وكل الحناجر لكل الشرفاء كانت معه .. لم يتحدث الرجل باسمه فحسب .. بل تحدث باسم كل الشرفاء .
خمس وأربعون ثانية ؛ كانت أطول الثواني في التاريخ .. بزت وبالفعل ” أطول يوم في التاريخ ” .. فذاك كان يوماً كاملاً .. ولكن هذه ؛ كانت ” خمس وأربعون ثانية ” فحسب .. فشتان بين هذه وتلك ..
” خمس وأربعون ثانية ” صال فيها العملاق وجال في الميدان .. لم يكن يحمل سيفاً ولا بندقية ولا صاروخاً ولا قنبلة .. سوى من كلمة حق ضد باطل غاشم .. وخرج العملاق من الميدان مرفوع الرأس .. ليس رأسه فحسب .. بل رؤوس كل الشرفاء ..
” خمس وأربعون ثانية ” كانت كافية للقضاء على غطرسة العدو وجبروته وهزيمته هزيمة نكراء .. فخرج العدو مطأطئ الرأس من المكان …
فكم من الثواني تحتاج جيوش بني يعرب للقضاء على العدو ذاته ؟؟!!
وهل كان هذا ” الرجل العملاق ” .. “مرزوق الغانم” ..
” عملاق في زمن التقزم ” ؟؟!!