“عمر السيدة عائشة في غزوة أحد” :
– رفض النبي عليه الصلاة والسلام إشراك الفتيان في غزوة بدر :
رد رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلمان الصغار من المسلمين في مسيره إلى بدر .. منعهم من الاشتراك في القتال، ومن هؤلاﺀ الشباب الصغار عبد الله بن عمر بن الخطاب، ورافع بن خديج، والبراﺀ بن عازب، وزيد بن ثابت، وأسيد بن الحضير، وعمير بن أبي وقاص الذي بكى حين رده رسول الله عليه الصلاة والسلام فأجازه ( وافق على إشراكه في القتال ) فاستشهد في المعركة.
وتطاول معاذ بن عمرو بن الجموح، وكذلك معوذ بن عفراﺀ رغبة منهما أن يشركهما النبي عليه السلام في المعركة فقبلهما فقتلا فرعون الأمة أبا جهل ..
وهؤلاﺀ الفتيان ليسوا أطفالا وإنما كانوا – بمصطلح اليوم – مراهقين .. أي في السنة الخامسة عشرة من أعمارهم تقريبا. دليلنا أن رسول الله عليه السلام رد زيد بن ثابت الذي يقدر المؤرخون مولده في سنة 610 ميلادية وغزوة بدر وقعت في 624م فكان زيد في الرابعة عشرة، ومع ذلك لم يأذن له النبي صلوات الله وسلامه عليه من حضور مشاهد القتال العنيفة، رحمة به وتقديرا ليفاعته وصونا لبراﺀة نموه في ذلك العمر ..
– عائشة في أجواﺀ المعركة :
وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
– لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما ( جمع خدمة : حلقة حديدية أو خلخال أو رباط ) تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ في أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا في أَفْوَاهِ القَوْمِ…
– السؤال البريﺀ :
كانت عائشة رضي الله عنها في غزوة أحد في العاشرة من عمرها حسب المشهور ..
فهل رد النبي عليه الصلاة والسلام الفتيان وهم في منتصف العقد الثاني تقريبا، وسمح لزوجه الصغيرة أن تدخل بين المقاتلين تحمل على ظهرها قربة ماﺀ تسقيهم ثم تعود لتملأها في وسط السهام والحراب وقعقعة السيوف ومسيل الدماﺀ ؟
الذي قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي في التاسعة من عمرها ليس مصدرا معصوما .. ليس القرآن الكريم .. وليس رسول الله عليه السلام ..
إنه أحد الذين رووا عن السيدة عائشة .. ووقوعه في الخطإ وارد عقلا ونقلا ..
واليوم يتكالب العالم ضد الإسلام ورسول الله عليه الصلاة والسلام، ورأس انتقادهم مسألة سن السيدة عائشة الصديقة وقت قرانها .. ومن ذلك ما تكلم به بعض مسؤولي الحزب الحاكم في الهند .. فهل تضحون بسمعة نبيكم ودينكم تشبثا برواية رجل شكك الإمام مالك بحديثه منذ أن دخل العراق ؟
________________________
رأي بعض العلماﺀ في هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ناقل حديث السيدة عائشة الذي تحدد فيه عمرها وقت زواجها :
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[07 – 01 – 06, 03:01 م]ـ
وقال يعقوب بن شيبة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده والذي نرى أن هشاماً تسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه وقال بن خراش كان مالك لا يرضاه وكان هشام صدوقاً تدخل أخباره في الصحيح بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق قدم الكوفة ثلاث مرات قدمه.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 – 01 – 06, 06:57 م]ـ
قال الإمام ابن حجر – رحمه الله – في ” هدي الساري ” (ص669):
” قال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت ثقة ……… ، – ثم قال: قلت (أي: ابن حجر): هذا هو التدليس، وأما قول ابن خراش: كان مالك لا يرضاه؛ فقد حكي عن مالك فيه شيء أشد من هذا، ومحمول على ما قال يعقوب، وقد احتج بهشام جميع الأئمة “. اهـ.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 – 04 – 10, 02:01 م]ـ
قال الإمام ابن حجر – رحمه الله – في ” هدي الساري ” (ص669):
” قال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت ثقة ……… ، – ثم قال: قلت (أي: ابن حجر): هذا هو التدليس، وأما قول ابن خراش: كان مالك لا يرضاه؛ فقد حكي عن مالك فيه شيء أشد من هذا، ومحمول على ما قال يعقوب، وقد احتج بهشام جميع الأئمة “. اهـ.
وقال ابن عدي في الكامل (وحمل بن خراش إلى بندار عندنا جزأين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها فما متع بها ومات حين فرغ منها) ونقل هذا الذهبي رحمه الله في السير ثم قال (قلت: هذا معثر مخذول، كان علمه وبالا، وسعيه ضلالا، نعوذ بالله من الشقاء) وقال عنه أيضا (قال عباس: فعددت ما كتبت عن التبوذكى خمسة وثلاثين ألف حديث. قلت: لم أذكر أبا سلمة للين فيه، لكن لقول ابن خراش فيه: صدوق، وتكلم الناس فيه. قلت: نعم تكلموا فيه بأنه ثقة ثبت يا رافضي.
ـ[الخطيمي]ــــــــ[26 – 04 – 10, 02:46 م]ـ
لكن .. هل ترد كل رواية تفرد بها أهل العراق عن هشام؟؟ أم الأصل فيها القبول حتى يتبين أنه دلس فيها؟؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[22 – 11 – 10, 11:29 ص]ـ
وقول الحافظ أن مالكاً قد حُكي عنه قول شديد في هشام هو قول صحيح لكن ينقصه التحقيق لأن المحكي عن مالك – وهو قوله: أن هشام بن عروة كذاب – هو شيء لا يثبت عنه أصلاً.
قال أبو بكر الخطيب:
قد ذكر بعض العلماء أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة
واحتج بما أخبرني البرقاني قال حدثني محمد بن احمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي قال نبأنا محمد بن علي الإيادي قال نبأنا زكريا الساجي قال حدثني أحمد بن محمد البغدادي قال نبأنا إبراهيم بن المنذر قال نبأنا محمد بن فليح قال قال لي مالك بن أنس هشام بن عروة كذاب.
قال فسألت يحيى بن معين قال عسى أراد في الكلام فأما في الحديث فهو ثقة وهو من الرواة عنه
وهذه الحكاية فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا فالله أعلم. اهـ
قلت: بغدادي لا يعرفه الخطيب فكبر عليه أربعاً.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[24 – 11 – 10, 06:48 م]ـ
وقد شاهدت امرأة اسمها سهيلة زين العابدين – وهي سعودية في غالب ظني – تتكلم على أحد القنوات عن موضوع سن زواج عائشة – رضي الله عنها – فطعنت في هشام رحمه الله وقالت قد كذبه جماعة!!!!