عدل بعد الممات __ زيد الطهراوي

0
161

 

حين يخالفون عادة من عاداتها في بيته كان يغضب ويقول : أمكم لا تحب هذا..
هو يصدق أنها ماتت ولكنه يشعر بأنها ما زالت تحيا معه.

وكلهم يشعرون بحزنه ووحدته..
يبكون عليها كثيرا، ولكنهم ينشغلون عن الحزن قليلا بالأبناء
( لماذا تتركون بيوتكم وتأتون لمساعدتي؟ لا تأتوا إلا ضيوفا )
وفي إحدى زياراتهم ألح عليهم كعادته
فقالوا له : سوف نفعل ذلك ولكن بشرط أن تتزوج..
بكى وبكوا معه..
زار قبرها وقال لها :
لم أكن أريد أن أتزوج، ولكن الأبناء أرهقوني وأرهقوا أنفسهم بكثرة اهتمامهم بي..
قلت لهم يا زوجتي العزيزة : لست أول رجل فقد زوجته،
ولكنهم كانوا يتركون عائلاتهم ليساعدوني ويجلسوا معي،
وكنت أشعر بالحرج..
قلت لهم : أنا لست وحيدا، وأخبرتهم أنك ما زلت تعيشين معي ولكنهم أصروا..
سالت دموعه فأحس بأنها قد عذرته فاطمأن قليلا وانصرف.

وحين كان يقدم لزوجته الجديدة طوقاً من الذهب كان يتصدق بمثل ثمنه عن روح زوجته الراحلة، وحين كان يعامل زوجته الجديدة معاملة حسنة كان يعمل أعمالاً صالحة ويهب ثوابها لروح زوجته الراحلة أيضا..
زوجته ماتت بعد أن عانت من المرض، وكانت تعيش مع زوجته الجديدة كأنها ما زالت تحيا معه، وكان يشعر بضرورة العدل بينهما..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here