في خضم العبث الشعري الذي تعرفه الساحة الإبداعية المغربية، تنبعث حساسية شعرية جديدة طابعها التجديد في اللغة والرؤيا، حساسية فرضت نفسها كبديل شعري رغم محاصرتها إعلاميا ونقديا، ورغم استبعادها عن المنابر الشعرية والملتقيات التي أصبحت واجهة تكرر نفس الأسماء وتراكم نفس التجارب التي أساءت إلى الشعر المغربي وكرست دونيته مقارنة بتجارب مشرقية ومغاربية.
أسماء شبابية انتزعت الاحترام والتقدير عبر استماتتها في كتابة قصيدة نوعية مغايرة، فرضت على الكثيرين أن يصفقوا لها وبقوة، كما غيرت الانطباع السائد بأن الهيمنة للشرق، أسماء من طينة نوفل السعيدي ومحمد عريج وأحمد الحريشي وعمر الراجي وياسين حزكر وحميد الشمسدي وخالد البيهي وموليد اليش والحسن الأحمدي وعمر الصايم ومحمد أبيجو ومحمد الأحمدي وعمر الأزمي وعادل لطفي وآخرون كفيلون برد الاعتبار أمام هيمنة الرداءة على المشهد الثقافي، تنتظر فرصتها وطنيا لتزرع الأمل في حدائق الشعر، بدل هذا الهراء الذي لا يرعوي البعض عن نفثه تحت يافطة الشعر وشعار الكتابة من حق الجميع.
نحن أدرى بشعابنا، نعرف جيدا كيف تدار الأمور ولصالح من كل هاته الفوضى، لكن للصبر حدود، هدفنا رد الاعتبار للشعر الحقيقي، بعيدا عن لغة الاستغلال المادي أو الجسدي، ففي الأخير لا يصح ولن يصح إلا الصحيح.