ظَمِئٌ فؤادُكَ والكؤوسُ تُدارُ
وثلوجُ شوْقِكَ مِرْجَلٌ وأَوارُ
عَبَثٌ دموعُكَ والبكاءُ مدينةٌ
تُؤْوي إليها حُزْنَ مَنْ تَخْتارُ
سُرِقَتْ قصيدتُكَ القديمةُ فاسْتَعِرْ
شعراً يُعَتِّقُهُ الهوى القَهّارُ
مأساتُكُ الأولى تَهُبُّ رياحُها
وَتُطِلُّ من أفقِ الردى أسرارُ
حلّاجُ هذا العصرِ تَطْوي عُمْرَهُ
وتُذاعُ في زَمِنِ الندى أخبارُ
هلكَ الفتى مِنْ فتنةٍ وروايةٍ
أخرى: لعلَ شبيهَهُ الأقمارُ
صوفيَّة الأذكارِ تبدأُ وِرْدَها
غنت لحونَ خلودِها الأوتارُ
ولِعشْقِكِ الأزليِّ كأْسٌ سابغٌ
فاسكبْ خمورَكَ إنّها أنهارُ
عبقٌ مِنَ التاريخِ تَرْصُدُ فَجْرَهُ
وَمَلامِحُ “النورِ الشهِيِّ” تُثارُ
لرسولِ عشْقكَ غايةٌ ورسالةٌ
وتلاوةٌ نُفختْ بها الأزمارُ
داوودُ هذا الملكِ سدَّدَ رأيَهُ
ومضى ليَعْبُر جيشُهُ الجرارُ
هاروتُ هذا السِّحْرِ يَنْشُدُ بابِلا
لِتُقيمَ في أرضِ الهدى أنْصارُ
خَشَبِيَّةٌ أسيافُ وهْمِكَ فاصْطَنِعْ
موتا يَليقُ تُجودُهُ الأقدارُ
وارْسمْ سنابِلَكَ الجديدةَ ثورةً
لُتُهِلَّ في وَطِنَ النّوى أمْطارُ
معا يدا بيد، مبادرة المجلس الأوروعربي للفكر والدراسات في زمن الكورونا