يا لَهفَ نَفسي..
مامُنِعتُ الحَظَّ والذَّهبا
لكنَّ الذي أَضْنى الفؤادَ ظُلمٌ وَجَبا
أَرْنو إلى الأيام السِّمانِ وقد
أموتُ بِعِجافِها ولا أرى سَببا
لَو تسألين القلبَ يا أُ مّاه يُخبرُ عن
كَم مِن مِياه الآلام قد سَكَبا
ظمآى لرذاذ الأمان تحملني
على جناحيها يمامات الهوى طربا
أهفو إلى الدنيا وأشكو مصاعبها
وهل أنا إلا عقل بها غَربا
لَمْلمتُ أوجاعَ القصائد ثانيةً
وثالِثةً صِرت الحُطامَ والحَطبا
وقُمتُ رَغمَ الحطاِم ما أَغرَبني
أَمْتصُّ الأحلامَ مِن كأسٍ نَضَبا
وطَفقْتُ مِن عِشْقِ اللَّيلِ أَطلُبُهُ
لأمتَطي ظُلماتِهِ الدَّكْناءِ علي أبلغ حَلَبا
إِخْوانُنا بِالشّامِ الجَريحِ تُمَزِّقهم
نازِلاتُ العِدى والدمعُ قد سُكِبا
عارٌ علينا والفرقانُ في يدِنا
أَنْ نَتركَ الضعيفَ في الضَّيمِ مُنْتَحِبا