لما أموت ستنتفي الكلماتُ
وتقام في ديوانها الصلواتُ
وستدفن الأشعار في معراجها
في إثره تتعاقب الصفحاتُ
سيقال: مجنون تسكع بيننا
قد مات لكن كلنا من “ماتوا”..
هذا التراب اليوم حب مسدل
وارت بصمت صمته الدمعاتُ
لم يبك لكن جمرة الدنيا روت
أشلاءه كي تُبعث الخيباتُ
سقطت مساءاتي فلم أعثر على
فجر جديد بعضه النجماتُ!
إكليلُ شعري ذاب في خلواته
هل كان في خلواته الميقاتُ؟
في البدء كان غواية تائيّة
فتواترتْ في قطْفه التاءاتُ
قيد تربع فوق معصم روحه
فانفكّتِ الأشجار والسقطاتُ!
حواءُ لا خلدٌ بقربك فاتّقي
جهلي، أنا من تُؤْذِهِ الجناتُ
في ضفة الأعراف نار غير أنْ
ناري هنا، فستانها الطاعاتُ
أنّى أغازلها وغصن فمي انمحى
من ريح حب كله طعناتُ!
كان الصراط إليك فاتحتي على
سبل العذاب وكله كاساتُ
سكبتْ لحظّي جرعة من عثرة
فشربتها، فتناسلتْ عثراتُ
ضجَّت بذاكرتي النساء ومكرها
تاريخ صمتٍ كله بحَّاتُ!
سرا كتمتُ فلم أبح لدفاتري
حتى تموتَ وتحرقَ الورقاتُ
للحبر عِرض ليس يَنهك سِتره
فتقوّلي ما قالتِ اللحظاتُ
صمَت الكلام عن الكلامِ فليس لي
وطن تُكابد نفيَه الجدَلاتُ
سأموت حتما، كل شعري قد غدا
قرآن نفسي، كله آياتُ
لي جنة بيدي سأرسل من بها
حتى تُوارى بعدها التوباتُ
لك أنت ألف جهنم مبتورة
أفعى صلَتْها قبلها الحيَّاتُ..