ضجر المصابة بالغيابْ ــ منى الرزقي

0
888

عاد الخريف وعادت الأمطار لكن لم يعد
ذاك الغريب من السفر!!
سقطت ككوخ في العراء مواسمي
وسرت كنار في الرياح مواجعي
ضجر على وجه المدينة قد ظهر
فالريح في تشرين يكبر حزنها
وينام صبر المثقلين على حجر
وبقيت أسأل كل طير قد دنا يوما إلى روحي السبية
يا من رأى منكم غريبا كان أغلى من فؤادي والنظر؟
قد كان يركض مثل طفل قد أضاع الدرب بحثا عن بلاد أو هوية..
قد كان يخبرني ” الحكايا “ينثر النجمات في قلبي أمل
ها تكبر الأحزان في قلبي كعشب ثائر
اثنان خلف الباب: حزني والسهر
هو كان قيسا في عيوني كنت ليلى العامرية
لا بل أنا العفراء يجرح دمعها داء الحنينْ
هو ما اكتفى بالدمع لكن شق عرض القبر كي ينهي القضية
قد كنت أبحث عن وجودي وهْوَ يبحث عن ضحية
لا شيء يشبه ما مضى
ما عدت أرتشف الهنا من قهوتي عند الصباحْ
لا شيء يشبهني ولا صوت المزاريب الذبيحة في الرياحْ
سأظل دوما أقتفي أثر ” الحكايا ” والخُطا
لا شيء يشبهني ولا شكوى القصيدة في انكسارات اللغهْ
رتبت أسماء الشوارع حسب أوجاع الغيابْ
وجع هنا.. وجع هناك.. وألف طيف من سرابْ
وهنا تزف الى العذاب الأرصفهْ
غيرت قفل الباب _كي لا تصبح الزخات مفتاحا
فيخدعني الصدى_
وأزلت عطر الياسمين عن الثيابْ
لا شيء يشبه ما مضى
ضجر تفاصيل المصابة بالغيابْ
سأعيد للأيام سالف عهدها
وسأنزوي خلف المرايا و الرؤى
ليعيد ترديد الصدى
صوت الغريب وقد مضى
خلف الحكايا والسراب.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here