أجل صورة الوطن التي طالما تفننا في الإشادة بها لأبنائنا في الغربة وللآخرين.. تتحطم الآن في الصحافة الدولية.. وهذه نماذج من الجرائد الهولندية والفلامانكية المشهورة التي يقرأها الملايين؛ كيف نجيب عن أسئلة أبنائنا حول الهوية والأصل والانتماء لوطن تغتال فيه عواطف الأمهات وأحلام الصبايا وطموحات الشباب وعزائم الرجال؟ وماذا نقول لزملائنا وأصدقائنا وجيراننا الذين نصور لهم دوما المغرب الراهن على أنه جنة واستثناء؟
ماذا سوف كان يخسر الوطن لو أنه كان “غفورا رحيما” مع معتقلي الريف وجرادة ومعتقلي الحرية جميعا؟
ماذا سوف كان يخسر الوطن، ونحن ننتشي بأداء منتخبنا رغم خسارته الجائرة، ونحن نحزم حقائبنا لزيارته، لو فاجأنا بعفو شامل على هؤلاء ومصالحة غير مشروطة مع الجميع؟
ماذا سوف كان يخسر الوطن لو جعل الأمهات يزغردن للقاء أبنائهن المعتقلين، والعرائس يرقصن لعودة الحبائب، والأطفال يفرحون لقدوم الصيف وعودة الفراشات وهدوء البحر؟
لو حصل هذا كله لربح الوطن أبناءه كلهم، ولزادت صورته إشراقا في الداخل وفي الخارج، في القلب وفي النفس، لدى الكبار ولدى الصغار، لدى الرجال ولدى النساء.
أتمنى أن تتدارك الدولة المغربية ضراوة ما حصل فتصحح مساره، لأن ما حصل يتعلق بمصير وطن برمته وخسارة أجيال سوف تقرر مستقبله في الداخل والخارج.