صمتُ اليَراع – نعيمة حميد السيسي

0
776

عحبتُ لشُحٍّ مسّ بوْح مشاعري
وبتُّ أناجي فارغاتِ دَفاتري
فؤادي جراحٌ لو أردتُ كتبتُها
بحبرٍ فلا يكفيهِ نزفُ المَحابرِ
ولكنّما الخذلانُ شجَّ اليراعَ ما
نجتْ منه أقلامٌ تخطُّ مآثري
ولما فتحتُ البابَ طوعا لنادمٍ
خشيتُ منَ النسيانِ سوءَ المصائرِ
فمنْ ذا يعيدُ الصدقَ والشكُّ جاثمٌ
على صدرِ أحْلامي لتصحُو بشائري
تموت المعاني والحياةُ كئيبةٌ
ومكنون روحي بين كفَّيْ مقامرِ
بقلبي صديدُ الغدرِ والغدرُ قاتلي
فكيف لهُ أن ينجلي مِن سرائري؟!
عتابي على الأيامِ يقسو سياطُها
لهُ ينحني ظهري فتُمحى جرائري
فهل يا ذوي الألباب صدقي جريرةٌ
أُلامُ عليها من خذولٍ وقاهرِ؟!
عكفتُ على الصمتِ المبينِ لعلّني
أحاكي حروفا ما تجلّتْ لناظرِ
يقولون زعمًا إن في الصمتِ حكمةً
ولكنَّ صمتي ناطقٌ في محاجري
فما بال دمعي غارق فيه موكبي
وموعدُ فجري عاثرٌ في المعابرِ؟!
خذوا من شموعي نورَها واتركوا لها
دموعا تذيبُ الحزنَ في كنهِ خاطري..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here