شَهِيدُ القِمَم – شكوح عزوز

0
518
يا رَاعِيَ الغَنَمِ
خرجت فجرا
ويممت وجهك شطر القممِ
وقطيع جائعٌ
يرعى حولك في الظُّلَمِ
ودمعة حَرَّى
تأبى النزول من محاجر الألمِ
تركت البيت والأولاد خلفكَ
وزوجة لم ‏يغمض لها جفن ولم تَنَمِ
ورحلت في جوف الليل
والكائنات من نومها لم تقمِ
تسعى لرزق في الجبال
وأنت تنقل الخطو الحزينَ
تمشي حافي القدمِ
تجر فوق بساط الثلج
أشواك الحُلُمِ
وتخط بعصاك التي
تهش بها على الغنمِ
قصة البؤس والنِّقمِ
وأسطورة التحدي الذي
يولد من رحم الألمِ
يَا رَاعِيَ الغَنَمِ
رحلت وحيدا
وقوم يرفلون في النعمِ
يعيشون على ظهور
العبيد والخدمِ
لم يشعروا برحيلك
فلا نصيب لهم
في الأخلاق والقيمِ
ولا حظ لهم
في الإحسان والكرمِ
لكن لا تجزع
فكل جسم إلى سقمِ
وكل شيء إلى عدمِ
إنها قصة الإنسان
منذ القدمِ
يَا رَاعِيَ الغَنَمِ
آهٍ عَلَى وطنٍ
لاَ قلب له
لم يسأل عن حالك في القِمَمِ
وبموتك لم يشعر بالندمِ
حين فرط في جنبك
ولم تخرج في إِثرِكَ طَائرَةٌ
كما تخرج للسائحين من العجَمِ
لأنك راعي الغنمِ
ولأنك مغمورٌ
مقْهُورٌ
تعيش في أسفل الهَرَمِ
فلْتستشهد في أعلى القمَمِ
فَلَكَ اللهَ يا شهيد القِمَمِ..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here