“سيف ذو حدين” :
المؤمن في ابتلاء وامتحان كل لحظة، في دنياه وبخاصة في دينه، والثاني أشد البليتين على الاطلاق، فإن الدنيا ومباهجها ومرافقها تنتقل من رجل إلى آخر ما بين عشية وضحاها، فإذا تفلتت من المؤمن فلا تعود عليه بكبير الضرر، أما إذا ابتلي المؤمن في دينه وإيمانه وفشل فذلك يعود عليه بالضرر الجسيم في الدنيا قبل الآخرة، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، واليوم نحن المسلمون نواجه البلية في إيماننا وديننا وفي خلقنا بانتشار الجهاز المتطور المحمول، والشبكة العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد مدت جذورها إلى نفس وقلب كل مؤمن ومؤمنة، ولا سيما في الفتيان والفتيات، وهم في فتوتهم المتدفقة وشبابهم الموفور حينما يحملون هذا الجهاز وينهمكون في عالم التواصل الاجتماعي فهم أشبه برجل تناول بيده سيفا ذا حدين أو سكينا ذا شفرتين، فإما لك وإما عليك، فالشاب هنا بين دعاة الخير والطاعة والجنة، وبين دعاة الفسق والإباحية والنار، من هنا فليحذر كل الحذر من معاصي الخلوات ودواعي الشهوات، ولا بد أن نستحضر قول الشاعر في مثل هذا:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني
كما يجدر بالمؤمن أن يحسن صحبته، فيجتنب أصدقاء السوء، ويختار الأخلاء المتقين الصادقين، فإن الرجل على دين خليله، ويسأل الله تعالى الثبات على دينه وإيمانه وأعماله الحسنة؛ فإن الثبات هو الطريق الأمثل للنجاح، وإن الاستقامة فوق ألف كرامة.