مع كل سنة ميلادية جديدة وعاما بعد عام يزداد الكذب على الذات والتزوير ويتم تصوير المسلمين – لقطاء هذا الزمن – على أنهم متعصبون ويكرهون أهل الديانات. المسلمون الذين سرقت أوطانهم وثرواتهم ويعيشون تحت الاستبداد في كل مكان ويموتون بالجوع والفقر والمرض، هؤلاء يتهمون بأنهم متعصبون.
والغريب أن التهمة تأتي من مسلمين، لأن الذل والرضوخ للأجنبي له جاذبية.
في الصين يموت المسلمون بسبب التعصب. في الهند يموت المسلمون بسبب التعصب. في بورما يموت المسلمون بسبب التعصب. في إفريقيا الوسطى يموت المسلمون بسبب التعصب. في فلسطين يموت المسلمون بسبب التعصب. البوذي يقتل المسلم والهندوسي يقتل المسلم والكونفوشيوسي يقتل المسلم والمسيحي يقتل المسلم واليهودي يقتل المسلم.
ولكن المسلم متهم بقتل الجميع.
وعجبي من نوع من البشر يجهل التاريخ ويكذب والماضي بعيد، ويغلق عينيه على الحاضر والحاضر جد قريب، يكفي أن تضغط على الأزرار فتأتيك الأخبار.
إن كان مبرر هؤلاء الجهال التنظيمات الإرهابية التي تنتسب إلى الإسلام فالمسلمون كافة يرفضونها، لا بل يتحالف العالم بمسلميه ومسيحييه ويهوده وبوذييه وغيرهم ضدهم، ولكن لماذا لا يتحالف هؤلاء أيضا ضد القتلة من الجانب الآخر؟ الجواب بسيط: القوة. عندما تكون قويا تصبح مفاهيمك قوية أيضا وتدخل جميع الحشرات تحت مفهومك للتسامح طوعا أو كرها. يرى بني جلدته يموتون أمام عينيه لكنه ينادي بالتسامح ويدين القتيل.
لن نصلح شيئا بتزوير الحقائق والتحالف مع الظالم على المظلوم بل نزيد النار احتراقا.
سنة ميلادية سعيدة في عالم يزداد شقاء.