سرقة كتابات وإبداعات الآخرين في الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت موضة العصر، ومرضا خطيرا لا علاج له، ولا حل له إلا بالدعاء لسراق الأشعار والأفكار، ولصوص الإبداع بالهداية والتوبة من هذا السلوك المنحرف، وهذه العادة الخبيثة.
وحتى محاولة فضحهم لا تجدي نفعا، حين تدخل إلى صفحاتهم، لتواجههم بحقيقة ومصدر نص ما، وتنبههم إلى كاتبه ومالكه، فيواجهك البعض بالشتم والسب والحظر، حتى لا تعود للتعليق على نصك المسروق، وحتى لا تمعن في فضحهم أمام أصدقائهم، وهناك من يتدارك الأمر بالاعتذار ووضع اسمك بدل اسمه. وهناك من يكتب “منقول” أو “مقتبس” دون الإشارة إلى اسم الكاتب أو الشاعر، وهناك من ينشرالنص بدون اسم أو باسمه هو أو باسم آخر، فلا يرد عليك، ولا يقوم بتصحيح خطئه.
يكفي أن تكتب عنوان قصيدة من قصائدك أو بيتا من أبياتها، أو جملة من خواطرك أو قصصك أو مقالاتك، لتكتشف هول السرقات الأدبية والشعرية، وكيف يحتفي هؤلاء اللصوص بلايكات وإعجابات القراء، دون خجل أو تأنيب ضمير.
لو قام هؤلاء بكتابة “منقول” دون الإشارة إلى صاحب النص لهان الأمر، لكن انتحال النصوص وسرقتها وقرصنتها، يدل على أن أصحاب هذه الأفعال الشنيعة لا إحساس ولا ضمير ولا عقل ولا أخلاق لهم.
وتبقى عملية السطو على إنتاجات الكتاب وإبداعات المبدعين، إشكالية تربوية عويصة، لا حل لها إلا بتربية الأجيال الجديدة على الاحترام والأمانة والصدق، وتقوى الله.