تنتمي رواية ‘الإسكندرية 2050’ للروائي الأردني صبحي فحماوي إلى أدب الخيال العلمي، وهي تعتبر إضافة جديدة إلى مكتبة هذا الأدب الذي يعرف ندرة في أدبنا العربي المعاصر لطالما عبر عنها النقاد الذين تناولوه بالدراسة والتحليل. ثمة محاولات عديدة أنجزها روائيون معاصرون من مختلف الأقطار العربية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: طيبة أحمد الإبراهيم (الكويت) ـ أحمد عبدالسلام البقالي ومحمد عزيز الحبابي (المغرب) ـ نهاد شريف ومحمد الحديدي وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي ود.مصطفى محمود ويوسف الدين عيسى .. (مصر) ـ طالب عمران و لينا كيلاني (سورية) إلا أن هذا التراكم الكمي، تبقى نسبته ضئيلة بالقياس إلى ما راكمه المتن الروائي العربي الضخم من أعمال في مختلف الاتجاهات والأنواع. وهذا ما يؤكده الناقد يوسف الشاروني بقوله: “ولئن كان أدبنا العربي المعاصر قد عرف رواية الخيال العلمي، فإن ما عرفه منها يعتبر محاولات متواضعة للغاية إذا قيست بهذا الجهد الروائي الذي بين أيدينا”. (رحلتي مع الرواية، دار المعارف، القاهرة، 1986، ص: 87)، ويرى الناقد محمد برادة أن الأمرلا يتعلق “بغياب رواية الخيال العلمي عن الأدب العربي، وإنما الأصح أن نقول: هناك ندرة لهذا الجنس الروائي قياساً إلى الإنتاج الروائي الصادر في الأقطار العربية” (الرواية ذاكرة مفتوحة، آفاق للنشر والتوزيع، ط.1، 2008، ص: 99).
تتألف رواية ‘الإسكندرية 2050’ من ثمانية وثلاثين فصلاً، يعنى المؤلف بوضع عناوين لها دالة على مضامينها. كما أنه يستهل الرواية بعتبتين نصيتين يدخلنا من خلالهما إلى عالم الرواية، العتبة الأولى : نصوص موازية تحيل على مضمون الرواية والأجواء التي سنعيشها داخل المتن الروائي وهي لأربعة كتاب: الشاعر الروماني أوفيد ـ جبران خليل جبران ـ توماس بلفينش ـ هيرمن هيسّه. فالنص الأول والثاني يشيران إلى عالم الطبيعة الأخضر المليء بالجمال والطهر والبراءة والخير والغطاء، والنص الثالث يومئ إلى مخاوف الإنسان من جفاف الأرض من المياه، أما النص الرابع، فيتنبأ بتطور خطير سيعرفه العالم على نطاق واسع. العتبة الثانية هي إهداء، وهذا الإهداء موجه إلى عنوان بيت جمال عبدالناصر (إلى 18 شارع قنوات، حي باكوس ـ الإسكندرية)، ولا يخفى ما تحمله هذه العتبة النصية من دلالة، فهي تحيل على مكان أثير لدى السارد المشارك يعتبر مرتع ذكرياته في عهد الصبا والشباب، وعلى زمن جميل مليء بالأحلام والتطلعات القومية.
الحدث الروائي:
الملاحظ أن الحدث في الرواية حدث بسيط، يتمثل في قدوم المهندس الفلسطيني مشهور شاهر الشهري من دبي التي أمضى بها سنوات طويلة، يعمل مهندساً معماريّاً، ثم رجل أعمال كبير، إلى الإسكندرية سنة 2050 بعد مجيئه الأول إليها في الستينيات (انظر: ص: 17)، وذلك ليلتقي بابنه برهان المختص في الهندسة الوراثية، وحفيده كنعان القادمين من ألمانيا قصد إجراء فحوصات وعمليات جراحية للحفيد الأخضر في مستشفى “شنغهاي العالمي”، لكن الرواية غنية بالمحكيات الصغرى التي نصادفها في ثنايا فصولها، وظيفتها تصوير الواقع الاجتماعي والسياسي سواء في المخيم بعد النكبة الفلسطينية العربية عام 1948 التي يسميها الدكتور عبد الوهاب المسيري بحق “التطهير العرقب” لعرب فلسطين (عبد الوهاب المسيري، رحيل المتميز، بسام الهلسة، جريدة ‘القدس العربي’،عدد 5948، الجمعة 18 تموز/يوليو 2008، ص: 11)، أو في فضاءات الإسكندرية خلال سنوات الستين، وسنة 2050، ورصد التطورات العلمية والتكنولوجية والتحولات التي عرفها العالم ومدينة الإسكندرية خاصة في النصف الثاني من الألفية الثالثة. فمن يروي أحداث تلك المحكيات المتناثرة في جل فصول الرواية ومقاطعها السردية؟
المنظور السردي:
إذا كانت طرائق الحكي في رواية الخيال العلمي “تأتي بضمير المتكلم على لسان راو أو شخصية أو عبر مذكرات ورسائل أو وثائق ومخطوطات ..” ( شعيب حليفي، مجلة فصول، عدد 71، خريف 2007، ص: 55 )، فإن المؤلف في هذه الرواية يتبنى أسلوباً جديداً في المنظور السردي، مستفيداً من عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا التنصت الخطيرة.
في الرواية راويان:
أ ـ الراوي الجماعة يروي بضمير المتكلم الجمع نحن، ويعود ضمير نحن هذا على شبكة المخابرات الخاصة التي تسجل على قرص مدمج كل ما يدور بخلد المهندس مشهور شاهر الشهري بطلب من ابنه برهان، وهو يُحتضر على فراش الموت في ساعته الأخيرة يوم 25 / 9 / 2051 في عكا في بيت ابنته سمر، وذلك بوساطة سماعة توضع على رأسه لا لتسمعه آيات القرآن الكريم، بل لتتنصت على ما اختزنه ذهنه من ذكريات ماضيه، وما مر به من أحداث في جميع أطوار حياته وفي الأماكن التي عاش فيها. لقد اكتشفت الشبكة المخابرتية الخاصة أن المحتضَر يستعيد ماضيه، ويستحضر حياته منذ طفولته إلى وقت احتضاره. وعلى من يريد أن يطلع على حياة المحتضَر بكل أطوارها وتفاصيلها وأسرارها أن يستدعي رجالها للقيام بهذه المهمة. نقرأ في الفصل الأول “ما نشفطه من ذكريات وأفكار وخيالات ماضية في ذهن الرجل، ونسجله على قرص مدمج، مدهش حقاً، تستطيع أن تسمعه بسهولة ويسر على جهازك الخلوي. فتفضل يا عم، اسمع أو اقرأ ما سجلناه وحررناه، ودققناه وقدمناه على شاكلة رواية مدهشة. ” (ص: 14)، وتأتي فصول الرواية التالية لتعرض ما تم تسجيله على ذلك القرص المدمج.
والملاحظ أن الراوي الذي يروي بضمير الجماعة يكتفي بسرد الفصل الأول، ثم يختفي نهائياً، ليتولى راو آخر عملية السرد في كل فصول الرواية.
ب ـ الراوي ـ المفرد بضميري المتكلم والمخاطب، وهو المهندس مشهور. يسرد لنا محكيات مليئة بالأحداث التي تم تسجيلها على القرص المدمج، وهو يعاني سكرات الموت في اللحظات الأخيرة من حياته. إننا في الحقيقة نتلقى الأحداث من خلال قرص مدمج، وعلى هذا يكون السارد في الرواية هو القرص المدمج. وهذه ـ في اعتباري ـ طريقة جديدة في طرائق السرد تتناغم مع رواية الخيال العلمي.
تداخل الأزمنة:
تتداخل الأزمنة في رواية ‘الإسكندرية 2050’ وتتوزع بين الارتداد إلى الماضي البعيد أثناء حياة السارد في المخيم أو حياته في الإسكندرية في الستينيات، وبين العودة إلى الزمن القريب سنة 2050. ففي أغلب فصول الرواية، وفي كثير من مقاطعها السردية يعود السارد ـ المشارك بذاكرته إلى الزمن الماضي. فالأحداث التي يسردها لا تتخذ المسار الخطي الكرونولوجي، بل إن السارد يقدمها لنا عبر المحكيات التي يتذكرها متفرقة متناثرة في الزمان والمكان بدون أي ترتيب، وذلك من خلال أزمنة ثلاثة:
1 ـ زمن المخيم: زمن التشرد والبؤس والجوع والحرمان وضياع الوطن. يرتد السارد إلى هذا الزمن، ليحكي لنا عن حياته البائسة في مخيم اللاجئين بعد النكبة واحتلال فلسطين، وتشريد شعبها خارج أرضه.
2 ـ زمن الإسكندرية في سنوات الستين: زمن الشباب والأحلام الغرارة بتحقيق وحدة الأمة العربية، واستقلال الأوطان المحتلة ومن بينها فلسطين، وذلك في ظل عهد جمال عبد الناصر الذي تم في عهده العديد من المنجزات القومية.
3 ـ زمن الإسكندرية 2050: زمن اليوتوبيا حيث تتحقق فيه أحلام السارد بالوحدة العربية التي تتجسد في إقامة اتحاد الدول العربية من المحيط إلى الخليج على غرار اتحاد الدول الأوروبية. وتنقلب فيه الموازين رأساً على عقب، فتغدو دول الشرق الأقصى هي المتحكمة في العالم، ويمسي نظام العالم الجديد الأمريكي قديماً بل متجاوزاً، وتصير أوروبا هي الغرب الأوسط، وأمريكا هي الغرب الأقصى، وتعرف مدينة الإسكندرية تقدماً تكنولوجيّاً وعمرانيّاً باهراً. يشير السارد إلى العديد من مظاهره، كما يشير كذلك إلى التحولات السلبية التي مست المدينة.
إن السارد ـ المشارك مشهور يتنقل بين هذه الأزمنة الثلاثة في الرواية، فيستهل معظم الفصول برصد وقائع سنة 2050 بالإسكندرية لدى لقائه بابنه وحفيده، ولكنه ما يلبث أن يعود إلى ذكريات الزمن الماضي: زمن المخيم وزمن إسكندرية الستينيات. يقول مبرراً هذه العودة إلى الماضي “يبدو أنك غير قادر على التعامل مع إسكندرية ألفين وخمسين، بل تبدو مصرّاً على تلبس دور الشباب في ستينيات القرن العشرين، ومصاباً بمرض الحنين إلى أيام زمان.” (ص: 172 )
إن السارد فعلاً مصر على العودة إلى الزمن الماضي ليحكي عن حياته في المخيم في مرحلة الطفولة، أو عن ذكريات صباه وشبابه في الإسكندرية التي جاء إليها لمتابعة دراسته في جامعتها. وفي عودته إلى هذا الماضي البعيد، يقدم لنا مجموعة من المحكيات الواقعية تحكي عن واقع الإنسان سواء في فلسطين أوفي إسكندرية سنوات الستين، وترصد العديد من المشاكل الاجتماعية والأحداث التاريخية والسياسية التي كان يعج بها ذلك الواقع.
بالإضافة إلى هذه المحكيات الراصدة للواقع الاجتماعي بكل ما فيه من مظاهر البؤس والفقر والحرمان ومعاناة المرأة من الدونية والذل في مجتمع ذكوري قاهر، ترصد الرواية أحداثاً تاريخية وسياسية هامة، منها تأميم القناة، والعدوان الثلاثي على مصر، والوحدة بين مصر وسوريا، وحرب اليمن، وهزيمة 1967، والخطاب التاريخي لجمال، وانتحار المشير عبد الحكيم عامر. كما تشير الرواية إلى تحكم مراكز القوى المعادية للثورة المصرية والمستفيدة منها في نفس الآن، واستغلال نفوذها في خنق حرية الفكر والتعبير، والزج بكل من يتبنى أفكاراَ معارضة لسياسة الحزب الحاكم من خيرة المثقفين والأدباء في غياهب المعتقلات والسجون. كما أن الرواية عنيت فضلا عن ذلك برصد الحركة الطلابية النشيطة في الجامعة المصرية قبل النكسة وبعدها على الخصوص (ص: 264 وما بعدها)، ذاكرة أسماء شخصيات واقعية كانت تمثل رموزاً لمساندة ومواكبة الانتفاضات الطلابية من أشهرها أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام (ص: 274)
إن رواية الإسكندرية 2050، تتبنى مرجعيات روايات الخيال العلمي المتمثلة في: العلم الحديث والتكنولوجيا والتقدم الطبي والمخاوف التي تساور العلماء والاقتصاديين من مستقبل الأرض والإنسان، والإرث الحكائي الشعبي (ألف ليلة وليلة)، ومعطيات الواقع العربي بشكل عام والحياة المدينية بشكل خاص. (متخيل المكان في روايات الخيال العلمي، شعيب حليفي، مجلة فصول، مرجع سابق الذكر، ص: 55)
أ ـ مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجي في الإسكندرية سنة 2050، تتبدى لنا فيما يلي: الطائرات الهيدروجينية الغريبة الصنع ـ المطار الذي “يشبه تصميمه مدينة فضائية انفلتت من مجرة بعيدة، فهبطت خلف مدينة الإسكندرية” (ص: 55) ـ السيارات الهوائية التي تنقل المسافرين إلى فنادقهم السامقة ـ النساء الآليات اللواتي يتحدثن العربية ويعرفن الأمثال الشعبية، ويخزن في ذاكرتهن معلومات دقيقة عن تاريخ الإسكندرية ـ المدينة كلها ستصير ملكاً لشركات صينية غيرت ملامحها ببناياتها العملاقة وأبراجها الزجاجية التي تمتص أشعة الشمس لتستعملها في الإضاءة ليلا، دونما حاجة إلى الطاقة الكهربائية التقليدية. ومن أهم مظاهر التقدم الطبي التي يتخيلها المؤلف في الرواية، تقدم الهندسة الوراثية إلى مدى تمكن فيه العلماء من خلق إنسان أخضر طيب مسالم لا يعرف الحقد والكراهية والحروب المدمرة، وهو الذي يمثله جيل كنعان، فلا يعود ثمة تمييز بين البشر، فالناس جميعاً سواسية، يوحدهم لون واحد هو الأخضر، وحتى الحيوانات المفترسة ستصير خضراء مسالمة متعايشة مع غيرها من الحيوانات الأليفة.
ب ـ مظاهر استغلال الرواية لمرجعية التراث العربي الشعبي خاصة قصص “ألف ليلة وليلة”، ونصادفها في تخيل تحقق إنجازين علميين أشار إليهما الخيال الشعبي، أولهما: فكرة الأقزام والعمالقة. وفي عهد مشهور المتطور علميّاً وطبيّاً، تمكن العلم من تقزيم حجم فريق من العلماء ليصيروا بحجم رأس دبوس صغير، يتم إرسالهم داخل شرايين وأوردة الإنسان، فيعملون على تنظيفها مما علق بها من دهون، ويعالجون المريض مما يشتكي من علل وأمراض حتى الخبيث منها كالسرطان (ص: 219)، وثانيهما: النزول إلى أعماق البحار بدون أدوات غطس، والحياة في مدن يتم تشييدها من أجل التخفيف من اختناق المدن بالعمران والبشر. ونجد هذا المتخيل في كتاب “ألف ليلة وليلة” كما يعلم أي قارئ لهذه الملحمة الخيالية العربية التي كان لها الفضل في شحذ المخيال الغربي، وكانت قصصها العجائبية الخارقة مادة خصبة للعديد من الأعمال السينمائية العالمية (ص: 309 وما بعدها)
الملاحظ أن الرواية مليئة بالتنبؤات تتعلق بكثير من التحولات التي ستطرأ على الواقع عالميّاً وعربيّاً، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ـ أن القوة التي ستصير مهيمنة بعلمها وتكنولجيتها واقتصادها هي الصين، وليس أمريكا الشرسة المدمرة القائمة على الغزو والحروب وإبادة الشعوب بدءاً من شعب الهنود الحمر إلى الشعب الفلسطيني، الحامية لدويلة إسرائيل المزروعة عنوة في صلب الشرق العربي منبع الحضارات الإنسانية وناشرها عبر أصقاع العالم (انظر ص : 266) ـ عودة فلسطينيي الشتات إلى الوطن ـ انهيار سور العزل الفلسطيني الجيتوي بضربات المقاومين ـ استبدال وقود نباتي بالنفط الذي جفت آباره بعد تفريط العرب فيه، واستغلاله من لدن الغرب الشره من أجل رفاهيته وصناعاته المدنية والعسكرية (ص: 128) ـ إعادة بناء منارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع…
والحقيقة أن علاقة الواقع والخيال العلمي في رواية ‘الإسكندرية 2050’ علاقة جدلية، ذلك ” لأن الخيال العلمي يتخذ من الواقع الذي يحكيه النص موقفاً انتقادياً أو ساخراً أو محرضاً على التغيير أو كاشفاً لما خفي من مثالبه … الخيال العلمي ينطلق من رؤية ما بذلك الواقع : قد ينطلق من رؤيته أن شيئاً ما في الواقع ينبغي له أن يتغير لعلة فساده، أو من رؤية أن شيئاً ما لا يملكه الواقع، وينبغي له أن يملكه. (الخيال العلمي استراتيجية سردية، مجلة فصول، مرجع سابق الذكر، ص: 33)
إن هذا المزج بين الواقع والخيال، أو الانطلاق من الواقعي إلى آفاق الخيال العلمي، يؤكد انشغال المؤلف بواقع الإنسان البائس على الأرض، وخوفه من المخاطر التي تهدد الحياة الإنسانية، وتوقه إلى تغيير هذا الواقع إلى واقع أفضل وأجمل.
يبقى أن نقول في الأخير إن رواية ‘الإسكندرية 2050’ لصبحي فحماوي رواية إنسانية عميقة، تعبر عن أشواق الإنسان إلى عالم أفضل تسوده القيم الإنسانية النبيلة، وتزرع في نفوسنا بذور الأمل بمستقبل أجمل. لاسيما وأننا نعيش في عالم مخيف تتهدده الحروب المدمرة، وأهوال المجاعة والعطش وغيرها من الأرزاء والمصائب في عالم يعمه قانون الغاب. ولعل بعض أحلام المؤلف وتنبؤاته بمستقبل أفضل للإنسان العربي، تسوده المساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أخذت بشائره تظهر على أرض الواقع العربي في الآونة الأخيرة.