رفيق الشعر – ناصر رمضان عبد الحميد

0
627

في رثاء  الشاعر المصري السوداني محي الدين صالح 

 لك يا رفيق الشعر

كيف الشعر بعدك  يا رفيق

ولقد ضللت عن الطريق

وهدني طول الطريق

وبكيت من ألمي عليك

كأنني طفل غريق

ومشيت دونك في الحياة

وما الحياة بلا صديق

ونعيت نفسي في رثاك

لعلني بك أستفيق

ما زال صوتك في اللقاء

يشدني نحو اللقاء

ما زال عذبا كالغريد 

وكالبلابل في الغناء

ما زال شعرك شامخا

فوق السحاب وفي السماء

ما زال حرفك باقيا

ما مل  من فيض العطاء

ما زلت حيا في جبين الدهر مخضر الرواء

ما زال صوتك في المسامع هاطلا مثل المطر

ما زلت اصعد صوب روحك حينما يحلو السمر

وأغيب عنك ولا أعود كأنما قلبي حجر

ويجيء طيفك بالمنام يعيدني نحو الزهر

قم يا قرين الروح أرهقني الترحّل والسفر

ما زلت أذكر ليلنا المطوي في زمن القيود

وتعود وحدك للحياة وكيف وحدك لا تعود

وتركتني بين الذئاب ألوذ في سعف الجريد

كالنسر صرت محلقا

وتركتني وسط العبيد

ومضيت تصعد للجمال

وأنا أخيم في الرعود

ما زلت وحدي في الضياع

أخاف من هول الضياع

والموت حق بيننا 

مهما تكاثرت القلاع

مهما تكاثرت الحصون

وكنت كالأسد الشجاع

حق وحق الله أولى بالرجوع وبالوداع

نم يا رفيق الشعر والحبر المعتق في اليراع

أنا بانتظارك فوق أرصفة الحروف وفي  الشراع..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here