في رثاء الشاعر المصري السوداني محي الدين صالح
لك يا رفيق الشعر
كيف الشعر بعدك يا رفيق
ولقد ضللت عن الطريق
وهدني طول الطريق
وبكيت من ألمي عليك
كأنني طفل غريق
ومشيت دونك في الحياة
وما الحياة بلا صديق
ونعيت نفسي في رثاك
لعلني بك أستفيق
ما زال صوتك في اللقاء
يشدني نحو اللقاء
ما زال عذبا كالغريد
وكالبلابل في الغناء
ما زال شعرك شامخا
فوق السحاب وفي السماء
ما زال حرفك باقيا
ما مل من فيض العطاء
ما زلت حيا في جبين الدهر مخضر الرواء
ما زال صوتك في المسامع هاطلا مثل المطر
ما زلت اصعد صوب روحك حينما يحلو السمر
وأغيب عنك ولا أعود كأنما قلبي حجر
ويجيء طيفك بالمنام يعيدني نحو الزهر
قم يا قرين الروح أرهقني الترحّل والسفر
ما زلت أذكر ليلنا المطوي في زمن القيود
وتعود وحدك للحياة وكيف وحدك لا تعود
وتركتني بين الذئاب ألوذ في سعف الجريد
كالنسر صرت محلقا
وتركتني وسط العبيد
ومضيت تصعد للجمال
وأنا أخيم في الرعود
ما زلت وحدي في الضياع
أخاف من هول الضياع
والموت حق بيننا
مهما تكاثرت القلاع
مهما تكاثرت الحصون
وكنت كالأسد الشجاع
حق وحق الله أولى بالرجوع وبالوداع
نم يا رفيق الشعر والحبر المعتق في اليراع
أنا بانتظارك فوق أرصفة الحروف وفي الشراع..