سوف يأتي يوم .. ويصاب العالم كله بالعمى .. عندما يموت آخر ضمير في البشرية ويتوارى في الجسد كـالمؤودة في الصحراء.. سوف يصبح الدم كالماء .. والإنسانية كـالكتب القديمة متسولة على الطرقات .. والحرية تصبح جريمة عقوبتها الإعدام .. والحب هو العملة النادرة الوحيدة التي لم يتبق منها سوى قلب يئن ويحترق، والصداقة بين الأصدقاء سوف تحتضر .. والأقنعة سوف تزداد في أرض النفاق .. ولن ينجو إلا من كان بقلبه ذرة إيمان واحدة وعقيدة ثابتة .. فيا ليتكم .. تنجون بآخر ما تبقى لديكم . ولسوف يأتي يوم ، ونسأل جميعا أنفسنا .. ماذا فعلنا عندما رأينا الأطفال جوعى وجرحى وقتلى .. ماذا فعلنا عندما رأينا النساء أرامل وثكلى .. ماذا فعلنا عندما جعلنا الذئاب تنهش في الأعراض .. والضباع تمرح في الأرض، ماذا فعلنا سوى .. أننا تركنا الكلاب تنبح دون جدوى .. والرعاع و الهمج يرقصون فرحا .. على جثت أمواتنا .. كل ما فعلناه هو حراسة عظام الموتى … فالعالم كله يرقص رقصة واحدة .. على أنغام جراحات الأطفال .. وموسيقى الفوضى الصامتة … فـالعازفون أتقنوا العزف على آلات القتل والدم ، في حضور الأعمى والأصم والأبكم .. فلو علمتم قيمة دموع الأطفال، بما تحمله من ألم … سواء كان ألم المرض أو الجوع أو القتل أو فراق الوالدين … لـدفنتم أنفسكم أحياء … يا من تسرقون البسمة من على شفاههم .. ولا تبالون بجروحهم . فويل للعالم ، عندما تموت فيه الإنسانية .. وتصبح دموع الأطفال كـالخمر يرتشفها الأغبياء والحمقى .. ودماء الأبرياء فيها كـالماء .. تسري في شرايين الرعاع والهمجية … وتصبح النساء جواري ملك يمين لكل من يقتل عددا أكبر . فإن الذين يتمنون الموت هم أكثر الناس حزنا وآلاما، وأشدهم قسوة وحرمانا …بينما الذين يتمنون الحياة هم أكثر الناس تعلقا بالدينا، وامتلاكا لمتع الحياة …. وما بين هذا وذاك شيطان صغير يعبث بعقولهم الضعيفة .. فما بين الموت والحياة مجرد تمنٍّ .. قد يزداد حينا وقد يقل حينا آخر .. ما بينهما خيط رفيع في لحظة ضعف أو قوة .. فقد نموت ونحيا، وقد نحيا ونحن أموات. فالدنيا بستان من الأحزان .. ورودها قصيرة الأجل .. تسقى بماء الشقاء والهموم … ورود بلا عطر، بلا جمال .. رحيقها لا ينجذب إليه سوى الحشرات من فصيلة الأغبياء والحمقى الذين يعشقون الألوان … الدنيا خيط رفيع بين جنة الخلد وجحيم النار. فكل الأشياء تتساقط من حولنا .. العمر والأهل .. حتى الأصدقاء .. حتى نحن .. سوف يأتي يوم ونسقط في جوف الموت .. ولم يتبق لنا سوى العظام التي قد تحمل جزءا من خطايانا .. من وقت ولادتنا إلى موتنا .. فـنحن عبارة عن بقايا إنسان. وقد تكمن سعادة الإنسان الحقيقية .. في نظرة واحدة أو ابتسامة، أو كلمة أو كسرة خبز وشربة ماء .. أو سجدة حمد، وشكر لرب السماء . فلا شيء مجاني في الحياة .. فـكل ما نفعله في الدنيا من الخير والشر له مقابل، سواء في الدنيا أو الآخرة . نحن نحتاج الإيمان دائما .. لكي نستطيع أن نواصل حياتنا. والإنسان السوي هو : الروح طهارة للجسد … والقلب حياة .. العقل فيها ميزان .. والضمير حارس…
وها هي فرصة أخرى، عام جديد لتغير حياتك .. أخرى … فلو استطعنا … سماع أصوات الموتى … لأصبحنا أمواتا … كذلك كلنا نحلم بفرصة أخرى … كلما تقدم بنا العمر أو فاتنا شيء … كلما أخطأنا وأذنبنا … حتى في الحب الكل يبحث عن فرصة أخرى … سواء في العمل أو في محيط الأسرة أو بين الأصدقاء … نبحث عن فرصة أخرى في الحياة، نتمناها عندما نفقدها، وخاصة عند رحيل عزيز علينا، نتمنى ولو للحظة أن يعود .. كم هو مؤلم هذا الإحساس عندما تبحث دائما عن فرصة أخرى تعيد بها حياتك وتوازنك … نبحث بلا أمل برغم أننا مدينون لأنفسنا بالتقصير في حقها .. وبرغم أننا نعلم أن الشيء الذي نفقده لن يعود، كالعمر والحب وأشياء كثيرة … إلا أننا ما زلنا نتمادى في غبائنا، ونضيع فرصة تلو أخرى حتى لو كانت للتسامح .. حتى وإن أعطانا الله فرصة أخرى بعد موتنا وأعادنا للحياة مرة أخرى .. سنبقى كما فعلنا في الحياة السابقة .. لأنها طبيعة بشرية ترجو وتأمل دون أن تفعل … تمسكوا بكل لحظة في حياتكم .. أحبوا وتسامحوا … توبوا وأطيعوا … افعلوا كل شيء، جميل لأن الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر…
و هذه شموع للعام الجديد أقدمها إليكم :
• أقوى شيء في الوجود ………….. الضمير؛
• الشيء الذي ليس له نهاية ………. الحب؛
• الشئ الذي من أجله نعيش …… الأمل؛
• أجمل ما في الوجود ………….. الصداقة؛
• أقوى رباط إنساني ……………. الزواج؛
• سلاح الإنسان في الحياة ………….. الصدق؛
• عدو الإنسان الدائم ……………… اليأس؛
• الإنسان الحقيقي ……………. مشاعر وأحاسيس؛
• الشيء الذي يغضبنا دائما ……………. الواقع؛
• سلاح ذو حدين …………….. المال؛
• موطن الإنسان الأصلي ………….. نفسه؛
• السلاح الذي يقتل به الإنسان نفسه …….. الغرور؛
• الشيء الباقي دائما …………. العمل الصالح؛
• أقوى سلاح للكاتب والمفكر ………….. القلم؛
• أولى خطوات النجاح ………….. الأمانة؛
• الإنسان………… أخلاق وقيم ومبادئ.