دُعاءُ المساء- Aftensang
للشاعر الدنمركي: Carsten Hauch 1790-1872
يرتفعُ القمرُ بطيئاً
و تحومُ النجمةُ الفضّيةُ
في السَّمَاءِ الصّافيةِ اللطيفة.
غابتُنا صامتةٌ وهادئةٌ،
والضَّبَابُ الأبيضُ يلهو
فوقَ الحقلِ عِنْدَ المساء.
تستريحُ الأرضُ هادئةً
باسمةً خلفَ حجابِ الليلِ
لطيفةً مُستمتعةً بدفءِ الصّيفِ؛
إنّها تُشبهُ غُرفةً هادئةً،
حيثُ صخبُ النّهارِ
يُنسى في حُضنِ السّريرِ.
أنظرُ إلى شكلِ القمرِ
لا أرى نصفَهُ الآخرَ،
رغمَ أنّه كاملٌ ومُستديرٌ؛
كَذَلِكَ هناكَ قضايا عديدة
تُتعِبُ قلوبنا الآنَ
لأنّنا لا نرى نصفَها الآخرَ.
نحنُ بفخرٍ أبناءُ آدم
لكن نفتقِرُ للقوّةِ
و نعوزُ المعرفةَ.
نحنُ نُطاردُ الظّلالَ
و كثيرٌ ممّا اكتشفناهُ من فنون
يضيعُ منّا في الطريقِ.
إلهي الذي في السَّمَاوَاتِ
علّمني أن أفرّقَ كفايةً
بينَ لُبِّ الحقيقةِ وقِشرها !
و بينما أحيا،
أعِدْ إليَّ طُفولتي !
هبْ ذهني الخشوعَ !
و إذا ما تفتّقَ قلبي
هبني الرّاحةَ الأبديةَ !
دونَ حُزنٍ أو ألم.
بعدها،
دعْ روحي بسلامٍ
تصعدُ من قبري الى عليائكَ.
َ
باردةٌ هي وَحشةُ الليلِ،
الآنَ أذهبُ بهدوءٍ للنومِ،
هبني يا إلهي سلامكَ !
اِرحمني في ألمي،
وعزِّني في مُصابي،
وعزِّ جاري المريضَ معي !
ــــــــــــــــــــــــــ
ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان
نبذة عن الشاعر الدنمركي: Carsten Hauch 1790-1872
كان يوحانس كارستن هوتش شاعراً و كاتب قصص، كان ينتمي للجيل الأول من العصر الرومنطيقي، انقطع عن كتابة الشعر لفترة طويلة ثم عاد إليه، كل كتبه هي في المثالية في فلسفة الطبيعة وتتميز بالدراما. من كتبه : بإجازات، وتيبيريوس وجورجيوس السابع التي كتبها للمسرح.