جنرالُ أسس دولة الأكفانِ
من شرق رابعة لغرب قانِ
من بر طغيان قديم عاهر
حتى بحار النيل بالطوفانِ
ذم الحروب فلم يخضها غير إن
كانت على مصر بسيف جبان
بلد أحل دماءه فأباده
لما رأى ميلا إلى الإخوان !
-٢-
كانت ينايرُ ثورة أسطورة
كتبت سطورا في حمى الشبانِ
هتفت حناجر مسلم ومسيحيٍ
فترخمّتْ في ليلة الإعلان
سقط النظام لكي يقوم عساكر
بنفاقهم في لعبة الشيطان
الشعب كان خياره بخياره
والعسكر المجنون بالبهتانِ !
-٣-
نصبوا شراك الإنقلاب بمجلس
دارى النفاق ببدلة الطغيان
فإذا استفاق الشعب من غفواته
سحقوه، كيف يقوم بالعصيان؟
لا الشرطة انفردت به لكنها
جلبت سليل الجيش للميدان
جيش توسَّم بالهزائم لم ينل
نصرا مدى تاريخه المنهانِ
لم ينتصر إلا على شعب بلا
نار ولا بعض من الدّخّانِ
-٤-
هم خير جند الأرض لكن يا ترى
في ذبح سيناء بأمر جبان
في بيعها في بيع كل جزيرة
في جعل مصرٍ مثلما السلخانٍ
مَن أوَّل القرآن في بلد العمى
من أوّل الإيماء بالأيمان
جسد التجبر والتكبر والأذى
ونهاية بالموج والغثيانِ
تلك الحقيقة حين يُبعث فصلها
تاريخها المشهود فتح ثاني !
-٥-
يا أيها السيسيُّ إنك صفحة
طويت بصبر الشعب في كتمان
لم يُسقط المهد القديم كليمَه
ما جف حبر النيل بالتبيان
أقدار مصر السوطُ لكن آن أن
تتشقق الأهرام عن إنسانِ
في نحرك الكلمات تجثم إن تُرٓبْ
عُدَّ الطغاة بمتحف الغرقانِ
هي مصر موعدها نبوءة شاعر
سفن الشهادة برُّها لأمانِ
هي مصر نحو ربيعها مجبولة
مهما مشى البارودُ في الريحانِ
في قبرك المنسي يمضغ شوكه
يذكي ورود الأمس بالأسنانِ
لك أنت وحدك ألفأ لف جهنم
درجاتها في مظلم الوديانِ
لو كانبعدُ الوحي ينزل سورة
لذُكرتَ أنت بمحكم القرآن
ما كان هامان وقارون وما
قد كان أفظع منك في الأزمان
إن أنت فرعون، وموسى نحن يا
“أبشرْ” بوعد الماء في الطوفانِ!