سلي إن شئت أو فدعي السؤالا
فإن البوح في عينيك قالا
فموسم أحرفي مازال غضا
فهزيها لتمنحك الغلالا..
إذا ساقوا سحائبهم ربابا
أسوق اليهم السحب الثقالا
وإن زحفت عقاربهم فإني
سأرفع شأنهم عما وخالا..
وهذا الشيب انضج كل توتي
فزاد حلاوة وجرى زلالا
وعتقني الزمان فصرت ضربا
من الصهباء تشربها حلالا..
فلا صوتي سمعت به نشازا
ولا قلمي رأيت به هزالا..
وأغمس ريشتي بدم القوافي
وأنسجها على الأكتاف شالا
وأمرع في زمان الجدب حتى
أرى الفنجان يضحك.. والدلالا
وكم أرهفت للأعماق سمعي
وكم أقصيت عن أذني جدالا
فما أطفات في الظلماء نارا
ولا نكّست من زلل عقالا
أصون عن المذلة عطر حرفي
وحاشا أن أسف به ابتذالا
وكم نصبوا الشباك فطرت حرا
وكم بسطوا النضار فقلت لا، لا..
وقد ينتابني عطش فأروي
عروق الصخر صبرا واحتمالا
وقد يطغى الهجير على هجيري
فأنسج من حرائقه الظلالا
ويحسبني المهرج محض إذن
له ينثال في دمي انثيالا
فألجم ما استطعت لسان نقدي
وأمسك كي أهدهده خيالا
أعطر في فمي الكلمات حتى
تميس على أصابعي اختيالا
وقد أقسو فأمنحها عنادي
وأطلقها مسددة، نبالا
ضعي فوق الحروف نقاط عمري
فإن البوح في عينيك قالا..