خذيني
يا رياح الشرق.. خذيني
إلى كل شبر.. من أوطانيَ.. حزينِ
وبين الثرى والغيم القيني
خذيني..
ولا تنكري.. ذبول جفوني
ولا جنوح اللحظ.. للسكون
خذيني..
فما يبكيك.. يندي جبيني
وما يشقيك.. يدميني.. ويدميني
خذيني
لأستر لكل صبية عوره
أنسجها من رماد.. البساتين
على نول.. من شظايا.. أعمدته بقايا.. ككياني المسكين
خذيني
لأهدي كل صغير تمره
أنزع من يده الجمرَه
أسيج قلبه..
أسيج ربعه..
بكم بذرة وبذره
لشتلات زعفران.. وكرمات تينِ
أقتسم والأرامل دمعي الوفره
لأني نبعُه.. لأني الجرّه
أسقي الخلق قهوة مُره
وأخضّب حوريات.. يُحمِّلن التاريخ إصرا
كما مدائن.. تنجب كل فجر..
ألف عنترة.. وألفَ ألفِ دُرّه
خذيني
لأتلو الفاتحه.. الملكَ.. ومريمَ
بقبور من أحرقوا نياما
صلبوا شواهد.. وكانوا لربهم قياما
سلبوا الأمن.. منعوا السلامَ
برفعهم الجيد.. برفعهم الهامه
خذيني
فما للبعد عندي حظوه
ولا الفرجه .. ولا النجوى
خذيني..
ملاحظة: هذا النص صاغه موسيقيا خريج بيت العود العربي الأستاذ السوري غسان اليوسف وغنته الفنانة المصرية غادة من المجموعة الصوتية لدار الأوبرا المصرية.
