حوار مع استشاري الطّبّ النفسيّ الدّكتور وليد سرحان حول الشّخصيّة المثاليّة __ هناء عبيد

0
151

حوار مع استشاري الطّبّ النفسيّ الدّكتور وليد سرحان حول الشّخصيّة المثاليّة :

  الشخصيّة المثاليّة هي الشخصية الّتي تبحث عن الكمال دومًا، وتحاول أن تكون دقيقة في جميع أعمالها وتصرّفاتها، وجلّ شؤون حياتها، في فترة من حياتنا كثير منّا تمنّى أن يأخذ صفات هذه الشّخصيّة الّتي يطالها الكثير من المديح، لكن يبدو أنّ نظرتنا للمثاليّة تختلف عن نظرة الطبّ النّفسيّ لها، فالشّخصيّة المثاليّة حسب مفهومها في الطّبّ النّفسيّ لها درجات وقد تحتاج أحيانًا إلى العلاج، حتّى نتعرّف على هذه الشّخصيّة بشموليّة كان هذا الحوار مع الدّكتور وليد سرحان استشاري الطّبّ النّفسيّ في الأردن ليوضّح لنا أهم الأمور المتعلّقة بهذه الشّخصيّة.

1. كيف تعرّف الشّخصيّة المثاليّة من وجهة نظر الطّبّ النّفسيّ؟
الشخصية المثالية وتعرف باسم الشخصية الوسواسية القهرية، هي أحد أنواع الشخصية وقد تتواجد بكل سماتها في الشخص أو تختلط سماتها مع سمات أخرى، والسمات المميزة هي الدقة والحرص والتأكد والتكرار ومحاولة عمل كل شيء بصورة مثالية مكتملة وعدم القبول بأقل من 100%.

2. هل للشخصيّة المثاليّة أضرارها على مستقبل صاحبها ؟ أم أنّها شخصيّة ناجحة؟

الشخصية الوسواسية القهرية تظل إيجابية ومفيدة لصاحبها وقد تكون سببا لتحقيق النجاح في الدراسة والعمل، ولكن إذا تجاوزت الحدود وأصبحت هذه السمات شديدة وتعيق وتؤثر على حياة الانسان تسمى عندها اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية، وقد تؤدي للقلق والاكتئاب وأحياناً الوسواس القهري.

3. هل تندرج هذه الشّخصيّة تحت مسمّى الاضطراب النّفسيّ؟

لا تندرج الشخصية الوسواسية القهرية تحت اضطراب نفسي، وأما اضطراب الشخصية فهو يندرج تحت اضطرابات الشخصية، وهي في التصنيف تختلف عن الاضطرابات النفسية، إنها راسخة وتبدأ من الطفولة والمراهقة وتستمر وليس لها بدء مثل الاضطرابات النفسية.

4. هل هناك تفاوت في الشّخصيّة المثاليّة؟ أي هل يمكن أن تكون هناك مثاليّة مقبولة وأخرى مرضيّة؟

نعم هناك تفاوت في الشخصية بدرجاتها، وكذلك في اضطراب الشخصية بدرجاتها، كما أن هناك تفاوت في نقاء السمات أو اختلاطها مع سمات أخرى للشخصية.

5. هل المثاليّة يمكن أن تنتقل للشخص بالوراثة، أم أن البيئة لها دخلها في تكوينها؟ وما أهم الأسباب الّتي تؤدّي إلى خلق هذه الشّخصيّة؟

الشخصية واضطرابها تلعب الوراثة دور هام بها، ثم تقوم التربية وخبرات الحياة إما بتضخيمها أو التخفيف منها، خصوصاً أن يكون أحد الوالدين له هذه الشخصية واضطرابها وسوف يتعلم الطفل منه ذلك فوق جيناته

6. متى تتشكّل هذه الشّخصيّة؟ وهل يمكن أن ترافق الشّخص منذ الولادة؟

تتشكل شخصية الإنسان بالتدريج من الطفولة المبكرة، وتبدأ بالوضوح في المراهقة وترسخ في العشرينات.

7. هل يمكن تجنّب تكوّن هذه الشّخصية في الصّغر؟ وكيف يتم ذلك؟

يمكن التخفيف من سمات الشخصية وتطرفها من عمر مبكر، عبر انتباه الوالدين ومن يقوم على رعاية الطفل والمراهق، بحيث يتعلم أن نسبة 100% في كل شيء غير مطلوبة.

8. هل تقتصر هذه الشّخصيّة على فئة معيّنة ؟

لا تقتصر الشخصية واضطرابها على فئة معينة، فهي موجودة في الذكور والإناث، ويمكن أن نراها في كل الأعمار .

9. من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتشكّل هذه الشّخصيّة ؟
الأشخاص الأكثر عرضة لهذه الشخصية واضطرابها؛ هم ممن ورثوا جيناتها وتم تعزيز هذه السمات بالتربية المبكرة واللاحقة.

10. هل لهذه الشّخصيّة تأثيرها على الأسرة سواء كانت من أحد الأبناء أو أحد الوالدين ؟

نعم هذه الشخصية واضطرابها لها تأثيرات على المحيط الأسري، حسب شدتها وبروز سماتها، وتأثر الوالدين بهذه الشخصية واضطرابها على الأبناء كثيراً.

11. هل هناك علاج لهذه الشّخصيّة، وإن وجد فأيهما الأنسب لها العلاج الدّوائيّ أم السلوكيّ ؟

الشخصية الوسواسية القهرية يمكن أن تتم مساعدتها نفسياً وسلوكياُ بتوجيه الشخص إلى سلوكيات وتصرفات أقل مثالية، ويمكن أن تنخفض هذه السمات لدرجة بحيث يصبح التعايش معها أسهل، أما اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية فإنه غالباً ما يكون مزعجًا لصاحبها ويتطلّب المساعدة، والتي تتم أيضًا بالمساعدة في تخفيف السمات والقلق المرافق لها، ويفيد فيها العلاج الدوائي ويساعد الإنسان على التخفيف من مثاليته وتدقيقه.

12. ما مدّة العلاج ؟ وهل يمكن العودة إلى صفات المثاليّة بعد العلاج ؟
تكون مدة العلاج طويلة بالعادة ولا تقل عن سنتين، وفي الحالات الشديدة قد تكون أطول خصوصاً أن المريض يشعر بتحسن واسع في أمور حياته ويرغب بالمحافظة عليه، بعد إيقاف العلاج الدوائي يفترض أن يكون الشخص قد اعتاد على المهارات الجديدة المخففة للمثالية وأن يستمر بها، وينجح الغالبية في ذلك سواءً مع دواء أو بدونه على المدى الطويل.

13. هل للشخصية المثالية علاقة بالاضطرابات النفسية ؟

نعم هناك علاقة للشخصية الوسواسية القهرية واضطرابها بالاضطراب النفسي، فهي تتماشى مع اضطراب الوسواس القهري في الشكل والمضمون، وهي معرضة أكثر من غيرها للقلق النفسي والاكتئاب، وغالباً ما تصل هذه الشخصيات للطبيب النفسي عندما تحدث هذه الاضطرابات ونادراً ما تصل للطبيب منفردة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here