ها قد أتيتُكَ جسمًا ناحلًا هرِما
يا دودُ كُلني.. ولكنْ لاتكنْ نهِما. !!
…
يا دودُ.. هلْ تدركنْ ما أنتَ فاعلُه
حتى تُغيرَ على جسمي وتلتهِما ؟
…
يا دود.. أعلمُ أنّي صرْتُ في جدثٍ
وأنّ من حوليَ الأجداثَ والرّمما
…
وأنّني بتُّ هذا اليومَ مضْطجعًا
فلا أحسُّ بمنْ قد راحَ أو قدما !
…
ولا أقولُ لجاري طبْتَ يا سندي
ولا أقدّمُ كوبَ الشّاي مبتسِما
…
ولن أرتّبَ بعدَ اليومِ مكتبتي
ولن أجادلَ خصمًا أدمنَ الصّمما !!
…
ولن أعيدَ كلامًا كانَ يسحرُني
ولا قصيدةَ عشقٍ أورقَتْ نغما
…
وأنتَ تنهشُ في كفّي وفي قدمي
هل كنتَ تعرفُ تلكَ الكفَّ والقدما ؟
…
يا دودُ.. لا تعجلنْ في نخرِ جمجمتي
اني حفظْتُ بها الآدابَ والقيما
…
لا تعجلنّ على ما جئْتَ تطلبُه
وكنْ رفيقًا عفيفَ النّفسِ محتشما
…
أدري بأنّكَ تنسى أنّني بشرٌ
وأنّني كنْتُ قلبًا نابضًا وفما
…
وأنّني كنْتُ مثلَ النّجمِ مؤتلقًا
وكنْتُ بالحبِّ والأشواقِ مزدحما
…
وكانَ لي بينَ أهلِ الفضلِ منزلةٌ
وما شكوْتُ لهمْ همًّا ولا هرما
…
إنْ كانَ هذا مصيرَ الناسِ كلّهِم
فهل يروقُ لكمْ عيشٌ وإنْ نعما؟
وهل نفكّرُ بعدَ اليومِ في لغةٍ
أخرى ونكسرُ في أعماقِنا الصّنما؟
…
وهل نغيّرُ بعدَ اليومِ جدولَنا
حتى نعودَ.. فلا إثمًا ولا ندما