تقابلنا.. كنا ننظر إلى بعضنا البعض.. كل منا يحاول أن يدخل إلى قلب الآخر.. لكن ازدحام الناس ومحاولتهم الوقوف بيننا، حالت دون ذلك. مرت الشهور.. وكل منا ينتظر من الآخر، تلك الخطوة الأولى لكي يبدأ المشوار.. فكانت الخطوة الأولى بعد عناد وعناء.. كانت خطوة عنوانها ” السلام عليكم”.. خطوة لم تنجب بعد كتابا.. لكنها أنجبت عنوانا.. عنوانا يدل على المحبة والسلام.. ثم عدنا كما كنا.. ننظر إلى بعضنا من بعيد.. كل منا يتأمل عالم الآخر.. نخشى الحديث.. نخشى الكلام.. نلتزم الصمت.. لأن الطرف الأول يظن أن أفق الطرف الآخر ضيق.. فهو معذور لأنه لم يتجول في أفق الطرف الآخر لكي يتعرف عليه.. والطرف الآخر يعتقد أن الآخر غائب عن عالمه.. وهو معذور مادام الآخر يهتم بأتفه الأشياء ولا يبذل جهدا ولو بإلقاء تحية الصباح.. ويبقى السلام صلة الرحم الوحيدة التي جمعتهما يوما ما.. ويبقى الكلام قطع الرحم الذي قطع جسر التواصل بينها..