حكايات صيدلي : “دعاية على كوكب الزهرة” :
دخلت على صاحب مكتب السفريات بعد إعلان منشور في جريدة الأهرام، عن حاجتهم لمناديب دعاية لشركة أدوية في السعودية..
المكتب لوزير سابق في العجوزة… في مكان أنيق، وشارع جميل تنتشر على جانبيه أشجار جميلة..
وبعد أن أجريت المقابلة، وقف الموظف فرحا، وقال بصوت عال : مبروك .. سوف تكون أنت والدكتور بولس (وأشار إلى شخص يجلس أمامي على أريكة ) مسؤولين عن الدعاية لشركة إيركو للأدوية …
رقص قلبي فرحا.. شركة دعاية وفي السعودية ….
هل تذكر الدكتور نهاد مندوب الدعاية في السعودية، والسيارة الزيرو، والفيلا الفخمة …!!؟؟
حتى بعد أن عمل حادثة بالسيارة وهي جديدة، استبدلت بسيارة أخرى زيرو …
وعندما حلق بي خيالي، أفقت على صوت الموظف وهو يقول : يا دكتور، بقية المبلغ المستحق للمكتب.. ؟ أخرجت له المبلغ، وأخرج لي ورقة إقرار أنه لم يتقاض مني أي مبلغ !!!!!!!!!!
نظرت إليه وابتسمت …. فابتسم وقال : امض امض، هذه ملالييم بجانب الملايين التي سوف تجنيها ….
وحان الرحيل…
وصلت أنا أولا، وصدمت صدمة شديدة.. فلم أجد لا شركة، ولا سيارة، و لادعاية من أساسه.. إنما مجموعة من الأغبياء معهم مال…
وكل نفقة من جيبك أنت.. حتى السيارة أرسلوا معك شخصا في سوق السيارات المستعملة وكانت سلفة..
وللأسف لم أكن حازما، ولا جريئا مثل صديقي الدكتور بولس، الذي قرر من أول لحظة العودة في نفس اليوم من حيث جاء..
وبقيت أنا أمني نفسي بالأماني وأخدعها ..
ولكني وجدت نفسي أدعو وحدي ..
كأنما أدعو على كوكب الزهرة.
