شاعر مغربي ذهب إلى مصر ليطبع ديوانا شعريا عند الشاعر أحمد بخيت الذي كان قد أسس حينها دارا للنشر سماها دار كليم، أول ما قابله أحمد بخيت الذي لم يكن قد قابله قبلها بل سمع عنه فقط، تفاجأ من مستوى كتابته حتى عض على نجديه.
بدل تكلفة الديوان الذي كان سيصدره الشاعر المغربي عن الربيع العربي وعن مصر لحبه العظيم لها، نصب عليه الشاعر المحترم أحمد بخيت وأخذ منه ١٠ أضعاف التكلفة وباليورو، وطبعا لم يحصل حتى كتابة هذه السطور على ديوانه (تاريخ التعاقد على طبع الديوان كان سنة 2012).
بعدها عرض عليه عقد شراكة في دار نشره تلك، طبعا صديقنا المغربي دفع مبلغ ٢٠٠٠٠ جنيها مصريا بل وأكثر لكي يكون في جوار الشاعر الكبير أحمد بخيت، الذي كشفت الأيام أنه ليس بتلك القامة الشعرية التي يدعيها، لأسباب قد يتم الكشف عنها من طرف صديقنا في حينها.
غير أن صديقنا الشاعر الكبير المحترم نصب مرة ثانية على الشاعر المغربي فلا هو أرجع إليه ماله، ولا هو وفى له بالتزاماته نحوه.
السبب في كل ذلك هو ما صرح به الشاعر أحمد بخيت لصديقنا المغربي قائلا : “شاعر مثلك بجواري يخيفني فأنا لم أقابل شاعرا في مستواك أبدا، واليوم الذي سأقدمك فيه للناس لن أستطيع بعده الوقوف إلى جانبك لأنك ستمسحني مسحا”.
طبعا لا داعي للقول بأن صديقنا الشاعر المغربي لم يكن قد قارن نفسه يوما ما بأحد، وربما لم يكن يعرف حتى قدر نفسه وما يكتبه من شعر، لذلك تفاجأ من نبرة صوت أحمد بخيت وهو يقول له مودعا إياه وهو يبكي بدموع التماسيح: لا تنس العيش والملح الذي بيننا، طبعا أحمد بخيت كان يضرب للشاعر المغربي ألف حساب، متأكدا أنه سيكتب فيه ديوانا كاملا “للتريقة” عليه، لأنه كان قد قرأ له قبل ذلك دواوين في الرد على شعراء كبار أمثال نزار قباني ومحمود درويش وأدونيس، ودواوين معارضة لأحمد مطر وصبحي ياسين ومحمود مفلح. فأدرك أن الشاعر المغربي سيشهر به بأسلوب متقن، مع العلم أن الشاعر المغربي يعلن على الملإ أنه مستعد إلى مناظرة كل من يعتقد أنه شاعر فحل، وليسلم الخاسر إمارة الشعر للفائز دون الذهاب إلى أبي ظبي وخوض مسابقات على إمارة الشعر، الكل يعلم خباياها وكواليسها !!!!!
وفي الأخير الشاعر المغربي المسكين له مشاغل أهم من مقارعة أشباه الشعراء النصابين المحتالين الذين يعيشون على فتات الموائد، فهو لا يريد إلا استرجاع حقه وماله والسلام، والتاريخ كفيل بإنصافه وإنزال شعره المنزلة التي يستحقها سواء أعلى أو أسفل.
ملحوظة: نسيت أن أقول إن الشاعر أحمد بخيت كان دائما يقول لشاعرنا المغربي أن كل الشعراء يقتدون به وبكتاباته فلماذا أنت لا، فيجيبه الشاعر المغربي أنه عندما كان يقرأ الشعر ويكتبه لم تكن أنت تعرف عن الشعر شيئا إلا سماعا، وبذلك اكتسبت أسلوبي الخاص الذي لا يمكن أن أتنازل عنه للاقتداء بغيري مع احترامي لجميع التجارب والخبرات.
أصدر الشاعر المغربي بعدها رواية بدل القصائد أو الدواوين التي ترقبها أحمد بخيت منه، روى فيها قصته معه منذ أول اتصال به حتى انكشاف حقيقته المؤسفة بين سطور الرواية.