حرائق العشق الباريسي – يحيى الشيخ

0
1511

العشق داء وأنت العشق مولاتي
فمن يخفّف عني اليوم آهاتي؟
مالي أعاقَب والنسوان قاطبة
ملائك تتغذى من عذاباتي؟
أحبهن فأبكي والصدود أسى
يجتاح مملكتي كالجائر العاتي
ألا ترون بأن الله خيّرنا
بين النساء فها قد صرن مأساتي
الله ألهمنا عشق الجمال فهل
أحاسب اليوم عن معنى اختياراتي؟
جاءت تعنّفني من بعد ليلتنا
تقول إنك قد غازلتَ جاراتي
كأنها الرعد قد طاشت بوارقه
فأَحرقتْ باللظى أحلى عشيقاتي
ما كدت أنطق حتى كان سائقها
يطوي الشوارع فارا باعتذاراتي
هاتفتها ورنين الصوت يهزأ بي
لعلها تغفر الحسناء زلاتي
تجيبني امرأة في كل ثانية
بأنها خطأٌ أرقام مولاتي
اليوم عيدي فهل تأتي التي حلفت
بأنها أبدا والله لن تاتي؟
ما زلت أنظر في المحمول صورتها
أقبل الوجه مرّات ومرّات
أشكّل الرقم لكن حين أنقره
يرنُّ ثم يدك الليل رناتي
أرقامها بدّلتها واكترت سكنا
وكان مسكنها بالأمس في ذاتي
يهتز قلبي لذكراها فتقتلني
هزّات قلبي، فمن يرثي لهزاتي؟
ما عاد نهرك يا باريس يؤنسني
أو ماؤه اليوم يطفي نار أنّاتي
ولا ولوجي الأماسي، حين أذكرها
مقهى الرحيل بمُنسٍ سوء حالاتي
ولا ارتشافي لهيب الشعر منتشيا
بمن أراها خيالا وسْط كاساتي
أجرجر الآه في سرى وفي علني
وحاضري اليوم كالماضي وكالآتي
أطارد الحسن لكن ليس تشفع لي
عند الحبيب هداياي وأبياتي
لو كان يشفع لي شعري لكنت أنا
مع الحبيب هنا في كل أوقاتي
العشق داء وأنت العشق فاتنتي
فمن يعالج هذا الداء ساداتي؟؟

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here