حتي يأتي القطار ــ نشوة طلعت

0
638

 تلك الأم وطفلتها كانتا تنتظران في محطة القطار الباردة وصول القطار، طفلتها بين ذراعيها متدثرة بشال صوفي قديم، تثاءبت المرأة، لكن الطفلة استيقظت صارخة، من الجوع الذي يطرد النوم، العقل، الحلم فالبطن موطن الآلام والشرور، إن سدت فمها بالطعام تسكت، وضعت الأم أحد ثدييها بفم الطفلة، هدأت الطفلة فقد وجدت ضالتها، ونامت.
اِلتقطت أنا جريدة بجانبي ؛ فتحت الصفحة الأولي، كالعادة عناوين بارزة، يصيبني الهول كلما نظرت إليها؛ سقوط كذا، مقتل فلان، عدد قتلى تفجير…
أدرت الصفحة الثانية، صورة مكبرة لزعيم الشواذ، وأخرى متوسطة لعالمة فيزياء، وصورة صغيرة لشيخ أزهري.
الصفحة الثالثة قضايا البلاد، الرابعة تفصيل عدد القتلى والمصابين في التفجير، والخامسة رياضة، السادسة إعلانات، أما السابعة فكلمات متقاطعة وعزاء.
نظرت للصفحة الأخيرة وجدت صورة ملونة كبيرة لراقصة مشهورة عارية الصدر والساقين، على شفتيها ابتسامة شهوة أنستني صفحات الهم والغم وصورة شيخ الأزهر وعالمة الفيزياء.
ألقيت الصحيفة أمامي على الأرض بعثت ببصري يجول محطة القطار أبحث عن المرأة وطفلتها، فلم تعثر عيناي عليهما.
تلقفت الصحيفة من الأرض، نظرت للراقصة الممتلئة بحيوية تنبض بشهوة يسيل لها اللعاب لعلها تلهيني حتى يأتي القطار.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here