حتى في 2020، يسمّوننا “أمريكيين_ملوّنين”! – د. محمد الشرقاوي

0
209
د. محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية، وخبير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا.
د. محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية، وخبير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا.

استرعى انتباهي تعبير نمطي استخدمته إحدى كبريات القنوات العربية أن نيرا تاندن Neera Tandem هي أول سيدة ملوّنة ستتولى منصب مديرة الإدارة والميزانية في البيت الأبيض في حكومة بايدن المقبلة. وهي ترجمة حرفية للفظ “colored” في سياقه التاريخي الأمريكي. وهذا يفترض التمييز بين البيض المتحدرين من أصول أوروبية وكافة الأقليات السوداء والمسلمة واللاتينية والأسيوية وغيرها.

في الستينات، أثار لفظ “ملوّنين” سجالا بين المثقفين حول أحد التصنيفات التي تعود إلى حقبة جيم كرو في التاريخ الأمريكي. وقال مالكولم إيكس وقتها إن لفظ “السود” أفضل من تصنيف “الملوّنين”. لكن استمرّ استخدام هذا اللفظ بفعل بعض اللباقة السياسية وبالتراجع عن “السود”. وفي عام 1970، صدرت عدة كتب تدحضه ومنها كتاب It is no disgrace to be colored “ليست هناك نقيصة أن يكون المرء ملوّنا” للفنان بيرت وليامز.

أصبح للسود مرادف آخر هو “الأفارقة الأمريكيون”. لكن بقية الأقليات ومنهم اللاتين والعرب والمسلمين والأسيويين ظلوا عالقين في خانة “الملوّنين” سواء في التعداد السكاني كل عشر سنوات أو الخطاب السياسي/الإعلامي حتى الآن.

عندما يتعين عليّ وضع علامة في إحدى الخانات “أبيض”، أو “هيسبانيك”، أو “هندي أصلي”أو … على الوثائق الإدارية، أنظر إلى بشرتي وجلدتي، فلا أجد ألوانًا مغايرة أو دما مختلفا عما هو بشري على غرار البقية. أسأل أيضا هل العرق “الأبيض” ليس فيه دم أحمر وجلد ما بين البياض والبني كسائر الأعراق الأخرى.

مركزية الرجل الأبيض سعت لاحتكار خصوصية واهية، ولا تزال الولايات المتحدة تتخبط في تسوية صراع اجتماعي ممتد منذ تأسيسها حتى بداية العقد الثالث من القرن الجديد!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here