لقد وضع يديه وقدميه في ماء بارد..
فهو يعلم أنها تحبه من أول يوم تقدم فيه لخطبتها، وبعد الزواج ترعرع الحب في قلبها ونضج، ولقد آن الأوان ليعلو فوق طيبة زوجته ويشمخ بأنفه وهو يزعم أنها لن تعترض، فهي مأسورة بحبه والقيود ثقيلة.
صرخ بلا سبب فصبرت..
غرس الأمواج العنيفة في بحر بيته الهادئ فصبرت..
مال إلى التحدي وكأنه يفتعل العراك فقالت له : لا لن أصبر،
فغادر بصمت من حياتي كلها !
غضب وظن من جديد أنها لن تصبر على فراقه وستأتي ذليلة طالبة رضاه..
مرت الأيام ولم تفعل..
أرسل إليها قائلا : وتزعمين أنك تحبينني!
قالت : كنت ولم أزل..
قال: وهكذا يصنع الحبيب بحبيبه؟
قالت : أحبك ولكنني لم أحتمل ؟ أكل هذا الغرور لأنني أخبرتك بحبي لك؟ أكل هذا التطاول لأنني حولت حبي الصادق إلى أفعال تسعد قلبك ؟ غريبة هي النفس البشرية يا زوجي؛ حين تحسن إليها تتطاول، وحين تسيء إليها تتواضع.
قال : ولماذا لا نرجع ؟
قالت : لن نرجع كما كنا إلا إذا تغيرت وتخليت عن أنانيتك،
أنت بحاجة إلى علاج عميق لتهدأ نفسك الثائرة على أحبابك!
وافترقا ليعلم الحريصون على رجوعهم أن الحب لن يستمر إلا مع الصدق والبذل والعدل.
الحب هو حدود يجب أن لا يتجاوزها المحبون..
الحب هو واجبات وقواعد و حقوق..
ولكن الكثيرين ينزلقون مع العواطف إلى قعر مظلم من الأنانية والأثرة و جرح مشاعر المحبين.